Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2020

قرن على تأسيس الدولة الأردنية*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

نجح الهاشميون قبل 100 عام بتثبيت الأردن على خارطة العالم، واستثنائها مما كانت تقوم به بريطانيا آنذاك، بتنفيذها لوعد بلفور المشؤوم، حيث كان المندوب السامي (اليهودي صموئيل) يرغب بتطبيق الاجراءات على شرقي النهر وغربة، وهي تهجير اليهود الى فلسطين والأردن، وكان الأمير عبدالله بن الحسين يحاول جمع شرقي النهر وغربيه بحكومة واحدة، الا أن تشرشل البريطاني كان يعارض هذا الطرح، باعتباره ضد الوعد البريطاني لليهود (بلفور).
في 11 نيسان 1921 تأسس اول كيان قانوني للدولة الأردنية، وتم تشكيل اول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع، بعد ان كانت هناك عدة حكومات محلية كحكومة الكرك وجرش وصمّا وغيرها، حيث حلت هذه الحكومات نفسها بعد تأسيس الكيان الاردني الحديث.
في المخططات الصهيونية للسيطرة على المنطقة يتم رسم خطط عشرية وخمسينية ومئوية...الخ، تنتقل الدولة المارقة فيها من مرحلة سياسية استعمارية لأخرى، وحين نعلم بأن هذه الدولة اللقيطة نجحت ومن خلال مساعدة الدول الاستعمارية الغاشمة..نجحت بتثبيت الكيان الصهيوني التوسعي، الذي لم تعلن حدوده الفعلية حتى الآن، حيث حلم الصهيونية معروف ولا نحتاج لذكره هنا، لكنه مكتوب حتى على قبور المجرمين من قادة الاحتلال المجرم.
لا خطط خمسينية ولا مئوية ولا حتى سنوية نعتمدها لمزيد من بناء لدولتنا، وكنا وما زلنا نعتمد على جهود الهاشميين في دعم الوجود الأردني وترسيخه، ولولا أن هذه الجهود حاضرة لضاعت كثير من مكتسباتنا السياسية والسيادية، ونحن اليوم نعيش معارك غير معلنة مع الكيان الشرير ولن تتوقف عند الوصاية الهاشمية على المقدسات ولا مجابهة تهويد غور الاردن وغيره.
ما نقوله عن حالة العمى الاستراتيجي بل العدمية الاستراتيجية الكاملة في نهج كثير من السياسيين والمفكرين الاردنيين والعرب كذلك، حيث الثروات والموارد الطبيعية الاردنية مهدورة، ومنسية ومستثناة تماما من التفكير التنموي الاردني، نقوله أيضا عن حالة التفكك التي تجتاح تفكيرنا وثقافتنا الوطنية العامة، ولعل حدثا تاريخيا كمرور قرن على تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية ونسيانه، هو الدليل الأوضح على عدم الثقة بالنفس وعلى العمى الاستراتيجي.
في مثل هذه المناسبات تنتفض الدول التي تشعر بالعزة، وتقدم جردة حساب وتقييم وتضع أهدافا جديدة وتدخل مئويتها الثانية بخطط واضحة.
المفكرون والوطنيون يبتهجون بمثل هذه المناسبات، ولا يحتاجون مؤسسات رسمية لتنظيم تفكيرهم حين يتحدثون عن 100 عام على انطلاق الملحمة الاردنية الكبيرة، بل نجد خطابهم في ما يقدمون ..لكنه فعل غائب تماما وليس الحق على الانجليز او الفرنسيين أو الطليان او الصهاينة، بل الحق علينا نحن، فهي بلدنا ودولتنا ونحن نشعر بخطورة المخطط الصهيوني (المئوي) لدولة فعلوا كل شيء لضمها لوعد بلفور فمنعهم الهاشميون آنذاك لكنهم مستمرون فلا تضعوا رؤوسكم في الرمال.