Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-May-2018

درعا.. إلاّ هذا - صالح القلاب

الراي -  من المفترض ألاّ نكتفي بتحذيرات أميركا لنظام بشار الأسد من القيام بعملية عسكرية في درعا ليس فقط لأن هذه المنطقة إحدى مناطق الهدنة الأمنية وعدم التصعيد المضمونه من قبل الأردن وروسيا والولايات المتحدة بل لأن تنفيذ مثل هذه العملية سيؤدي إلى نزوح جماعي سيضيف إلى أعباء بلدنا أعباءً جديدة وسيؤدي إلى توترات أمنية في هذه المنطقة التي يزداد توترها يوماً بعد يوم والتي قد تشهد إندلاع حرب طاحنة في أية لحظة.

ولعل ما سيجعل العملية العسكرية، التي لوَّح بها هذا النظام، بمثابة مذبحة مؤكدة ان الثورة
السورية التي بدأت في عام 2011 كانت إنطلقت من درعا مما يعني أن هذه العملية ستكون عملية
ثأرية والدليل هو أنَّ «طائرات» بشار الأسد قد أستبقتها بإلقاء «منشورات» تحذيرية من الواضح أنَّ
هدفها دفع أهل هذه المنطقة إلى الرحيل عنها في إتجاه الجنوب والإنضمام إلى أكثر من مليون
من الأشقاء السوريين الذين غادروا بلدهم تحت ضغط عمليات التهجير القسري التي بات معروفاً أن
هدفها مواصلة إنجاز مخطط التغيير الديموغرافي على أسس مذهبية وطائفية وهذه مسألة بات
معلنة وواضحة بل ومعروفة.
والغريب أن روسيا، التي هي إحدى الدول الضامنة لعدم التصعيد في هذه المنطقة إلى جانب الأردن
والولايات المتحدة، متورطة أيضاً في هذه اللعبة الجديدة على غرار تورطها في كل جرائم التغيير
الديموغرافي السابقة مما يعني أن هذه الحرب التي كان من المفترض أن تنتهي مبكراً قبل عام
2015 هي حرب روسية وأن الروس متورطون في إستمرارها لإثبات أنهم قد إستعادوا مكانتهم
السابقة، قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي، في المعادلة الدولية.
إنه علينا ألا نكتفي بتحذيرات الولايات المتحدة لنظام بشار الأسد من أنها ستتخذ إجراءات «صارمة
وحازمة وقاسية» رداًّ على أي عملية عسكرية في إحدى مناطق الهدنة الأمنية فنحن أكثر المعنيين
بألاّ يحدث مثل هذا الإنتهاك ومثل هذا العمل العسكري وذلك لأن «كيْلنا» قد طفح بالفعل ولأننا لم
نعد قادرين على إستقبال أيّ موجات تهجير جديدة ولأن المفترض أن هناك حلولاً سلمية يجري
ترتيبها بين العديد من الدول المعنية وفي مقدمتها أميركا وروسيا الإتحادية.
وهكذا فإنه علينا أن نتعاطى مع هذا التطور الخطير فعلاً، الذي من الواضح أنه يستهدفنا كما يستهدف أهل درعا، بكل جدية وعلى أساس أن عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي بدوافع
طائفية ومذهبية لا يمكن إعتبارها قضايا داخلية وبخاصة وأن سوريا قد أصبحت على ما هي عليه
الآن من تشرذم ومن تدخل سافر في شؤونها الداخلية من قبل إيران وروسيا الإتحادية أساساً وأيضاً
من قبل إسرائيل وأميركا وتركيا وكل من هبًّ ودب حتى بما في ذلك الصديق العزيز إيمانويل ماكرون!!.