Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2018

اقتراح لدولة رئيس الوزراء: القطار - م. عثمان النشاشيبي

 الراي - بنيت النهضة الاقتصادية العالمية تاريخياً بشكل أساسي على ثلاث ثورات صناعية: الأولى الفحم والمحرك البخاري والنقل، الثانية التصنيع والكهرباء والثالثة المعلوماتية والاتصالات، لقد هيأت كل منها الظروف التي سمحت وتوصلت إلى التي تلتها، استعمل مجتمعنا واستفاد من الثورة الثانية وبلغنا الثورة الثالثة، ثورة المعلوماتية والاتصالات، ولكن فاتتنا إلى حد بعيد ثورة النقل والتنقل لاعتمادنا الكلي على السيارات والشاحنات، و تلك هي الوسيلة الأغلى كلفة والأقل كفاءة و الأكثر خطورة..

في مجال تنقل الأشخاص نرى كل يوم "قطاراً" من السيارت داخل المدن تحمل كل واحدة شخصاً أو شخصين
ومعظم الأيام وخصوصاً بنهاية الأسبوع نرى "قطاراً" من السيارات يمتد من عمان إلى أربد، مثلاً، وغيرها الكثير من المدن، أما "القطار" بين عمان والزرقاء فهو مستمر بشكل دائم، والكلفة هنا هي الطاقة والنفط الذي يسبب أكبر إرهاق لاقتصادنا، ولا يفوتنا هنا التركيز على الوقت الضائع الذي ربما يكون أكثر كلفة على مجتمعنا، أما في مجال نقل البضائع فالوضع يزداد تعقيداً، حيث أن الوضع بالنسبة للشاحنات يعاني مثل الوضع الوارد أعلاه من ناحية ارتفاع الكلفة المباشرة وانخفاض الكفاءة، ألخ.. كما أن هناك تأثيراً غير مباشر لا يقل أهمية, و هو التأثير والحد من قدرة المصانع من التطور و النمو.
إن الصناعات في الأردن بأغلبيتها صغيرة أو متوسطة، و معظمها صناعات خفيفة، منتوجاتها ذات قيمة مضافة بسيطة نسبيا، ما عدا صناعات الأدوية المتطورة. إن الوسائل المتاحة لنقل البضائع حالياً تتلخص بالشاحنات الكبيرة أو النقل الجوي، و لا يتوفر امكانيات مجدية لنقل وتصدير معظم المنتوجات، كونها بسيطة فلا تتحمل النقل الجوي و خفيفة بالنسبة للشاحنات، باختصار وللتوضيح، لا يتوفر تصدير مجد لكميات من طن واحد إلى خمسة أطنان حتى إلى البلاد المجاورة، مما يحد بشكل كبير من امكانيات التصدير وبالتالي يحد من تطور ونمو معظم صناعاتنا، إن خط سكة حديدية يمتد من العقبة جنوباً إلى عمان ثم الى شمال البلاد وسوريا شمالاً يذلل كل المصاعب أعلاه لربطه جنوب الأردن بشماله وربط الأردن مع الخارج، من أهم فوائده تخفيض الفاتورة النفطية على الوطن والمواطن، كما أنه سيزيد فرص التوظف والتوظيف نتيجة حرية الحركة الآمنة غير المكلفة، بالطبع هذا الخط الرئيسي يجب أن يتزامن مع شبكات نقل عام في كل مدينة تربط أطراف المدينة بمحطات الخط الحديدي، في عمان، إن الباص السريع التردد يخطو خطوة مهمة في هذا الإتجاه، و لكن للمدى المتوسط والبعيد، بالضرورة البدء بالتخطيط لمترو للعاصمة يخترق الجبال و يربط المناطق ببعضها، مع محطات السكة الحديدية، هذه المشاريع الحيوية الضرورية تستغرق بالطبع سنوات طوال وتشغل الألاف من المهندسين و العمال و الموظفين، حتى قطاع الشاحنات الذي سوف ينظر له كتهديد أولا، سوف يكون له دور أثناء الإنشاء وللعاملين به فرص بقيادة القاطرات عند التشغيل لاحقا،من سيقوم بهذه المشاريع و من سوف يدفع كلفتها..
لا بد أن إحدى الدول، أو ربما أكثر من واحدة من الدول المتطورة والمتقدمة في شبكات قطاراتها، مثال الصين واليابان وفرنسا وألمانيا، لم أنسَ الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة كونها أقل تطوراً بهذا المجال، بكثير، لا بد أن أحداها لديه استعداد، و بعض النوايا الحسنة، للسير بمشروع كهذا، بالنسبة للصين مثلاً وهي التي تمتلك شبكات واسعة متعددة تغطي مساحات شاسعة ذات طبيعة مختلفة من عدة نواح، بعضها ربما قريب من طبيعتنا، كالتقدم التقني وغيره، أما بالنسبة للكلفة الهائلة، فالمشاريع الكبرى الناجحة تسدد كلفتها على المدى البعيد، وهناك الكثير من الصيغ تربط كلفة الإنشاء بالتشغيل لاحقا.
متى يحين الوقت للتفكير والتخطيط للمشاريع الحيوية الضرورية لنهضة البلاد وتقدمها اقتصادياً واجتماعياً؟