Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2018

مستشفياتنا ومعاناة المواطن..! - طايل الضامن

الراي - بالأمس ذهبنا الى طوارئ إحدى المستشفيات الحكومية في شمال الوطن،لاسعاف صديق «محافظ سابق» يعاني من آلام في الصدر تمتد الى الظهر « علامات أولية لجلطة قلبية».

وصلنا المستشفى منتصف الليل، كانت المفاجأة بالاعداد الكبيرة من المواطنين « المرضى ومرافقيهم» في قسم الطوارئ، وطبيب باطني واحد في استقبالهم، ناهيك عن صراخ تسمعه من هنا وصوت احتجاج يصدح فجأة من هناك، وبكاء على وفاة محب.. !.
قيل لنا انتظروا على الدور، ما ان وصل لنا دورنا قال لنا الطبيب المناوب اذهبوا الى السجل...! تم احضار ورقة السجل، وأدخل المريض الى غرفة الفحص، لاجراء اللازم، وانتظرنا ما يقارب الساعة للحصول على نتائج عينات الدم.
جلسنا عند الصيدلاني الذي بدأ يشرح معاناة الفريق المناوب، مشيراً الى أن هذه الفترة «منتصف الليل حتى الصباح» من أروق الفترات، قائلا « لو جئتم ما بعد العصر ستقفون على الطوابير لساعات.. ! فحظكم اليوم رائع.. ! «.
هذا مشهد بسيط لما يعانيه المواطن بشكل يومي في مستشفياتنا الحكومية، ولا يعيشه الكثير من المسؤولين الذي يجرون فحوصاتهم الطبية الدورية هم وعائلاتهم في المستشفيات الخاصة أو في المستشفيات الاوروبية والاميركية.
في السنوات الاولى من تولى جلالة الملك عبداالله الثاني مقاليد الحكم، استشعر هذه المعاناة وقام بعدة زيارات متخفياً الى بعض المستشفيات، خاصة البشير، للوقوف على واقع الحال، ولم ينتظر جلالته أن يسمع من المسؤولين، وكانت أوامر جلالته منذ أزيد عن 15 عاماً للحكومات بضرورة الاهتمام بالقطاع الطبي العام،لكن المتابع لواقع مستشفياتنا اليوم يجد عكس التوجهات الملكية، فهي ما زالت تترنح تحت وطأة الاكتظاظ وعدم القدرة على استيعاب الاعداد الكبيرة من المرضى، ونقص الكادر الطبي والاجهزة الطبية، وغياب مواكبة التطور.
فشلت الحكومات المتعاقبة في ترجمة رؤية جلالة الملك الى واقع حقيقي بالارتقاء بالقطاع الطبي العام، دون معرفة الاسباب الحقيقية، علما أن القطاع الطبي حيوي ومهم لمسؤوليته عن صحة وحياة الانسان وكرامته..!
المطلوب من الحكومة الحالية والمقبلة وضع خطط حقيقية للنهوض التدريجي بمستشفياتنا الحكومية، وان تكون في مقدمة الاولويات، فقد أصبحنا اليوم نتحسر على تدهور الخدمات في أغلب القطاعات، وليكن لدينا ثورة طبية تغيث الانسان وتحافظ على صحته وكرامته، أم ما زالت الحكومات تنتظر زيارات ملكية جديدة الى تلك المستشفيات لتدب بها الحمية وتعمل على مبدأ الفزعة..؟
ندعو الحكومات أن تكون منسجمة مع نفسها، فمن يدافع عن قانون الضريبة ويقره، يجب أيضا أن يعمل على تقديم خدمات ممتازة للناس، ويعمل على ديمومة هذه الخدمات بذات المستوى، صحيح أن بعض المناطق شهدت توسعات وبناء مستشفيات جديدة الا أنها تفتقر للكوادر الطبية المتكاملة وتشهد نقصاً في الأجهزة الضرورية ، بالاضافة الى أن الخدمة تتدنى مع مرور الوقت في ظل غياب الاستمرارية والمتابعة.
tayeldamin74@gmail.com