Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2018

ما بين العولمة والعلمانية (1-2) - د. جلال فاخوري

الراي -  يقول الصحفيان العالميان باتريك سيل وتوماس فريدمان ان العولمة هي هيمنة الدول الكبرى ذات المصالح الكبرى على العالم بمقدراته وإنجازاته ومصادره وقوته ويعرف الفيلسوف اليهودي الاميركي نعوم تشومسكي العولمة بأنها طرائق ووسائل خفية ومعلنة للهيمنة وسرقة مقدرات الشعوب وهذا يتماهى في المضمون والمعنى مع ما بشر به الفيلسوف البريطاني توماس هوبز بأن الحروب امر طبيعي وذلك في كتابه الشهير حرب الكل ضد الكل وهنا نكتشف الجانب السلبي الخطير في العولمة وهو إشاعة الفوضى ونهب المقدرات وإقصاء الحريات وافقار الفقير وإغناء الغني اي الفوضى الخلاقة المصونة في القانون اي الفوضى المقننة وهذا الجانب السلبي لايعطل المسيرة الحياتية فحسب بل ويجعل العلاقات بين الشعوب متعذرة و مما هو لافت للإنتباه وجدير بالذكر ان الداعين للعولمة يشعون الارهاب والعنف تحت شعار الحرية للأفراد والمجتمعات وعدم الاعتراف بخصوصية المجتمعات حيث العولمة تجمع كل المجتمعات في بوتقة واحدة ولا تعترف بالأديان والسياسات الخاصة ولا بالأسرة المكونة لكل مجتمع ونزع الصفات الخاصة لكل مجتمع فتتساوى في هذه الحالة الشعوب من حيث الفقر والغنى والجهل والعلم والتدين والالحاد والمحافظة وغير المحافظة (أي خلط الحابل بالنابل).

هنا نتساءل ما قيمة الحياة اذاً اذا كانت هذه الفوضى تجمع الشعوب السيئة والحسنة تحت شعار العولمة؟ اين الابداع الفكري للأفراد والمجتمعات؟ وهل يتساوى الجاهل والعالم؟ الملحد والمتدين؟ السيت هذه دعوة تدميرية للتقدم البشري؟ اليست هذه سرقة المقدرات وارزاق الشعوب ونهب مصادر دخولها ومواردها؟
إن العولمة لم يهاجمها العرب بقدر ما نالت من الهجوم الغربي والامريكي عليها.
نسأل هل العولمة فكر يهودي للوصول إلى المقدرات والقدرات العربية؟ وهل يدرك العرب مخاطر هذه الدعوات؟ وبهذه المناسبة طرح كاتب هذه السطور كتاب عولمة الارهاب والحروب الاستباقية قبل عدة سنوات. فحتى اللذين يدعون محاربة العولمة يعولمونها اما العلمانية فهي اساساً مصطلح انشئ في فرنسا على اثر الثورة الفرنسية لكي لا تتجزأ فرنسا للحفاظ على مفاهيمها الثورية.
ولما كانت الحرية والمساواه هي مفاهيم الثورة واسس الديمقراطية فإن العلمانية تمد قوتها وشرعيتها واسسها من الديمقراطية وكذلك تتماهى العلمانية مع القلانية التي تستند بدورها إلى الديمقراطية. وحيث لا يوجد علمانية بدون ديمقراطية فإن التماهي يصبح التحاماً تاماً بين الطبائع العلمانية والعقلانية والديمقراطية كأبعاد ثلاث للحرية. هذا ما يجعل العلمانية مطلباً شعبياً هاماً كالديمقراطية. إذاً العلمانية بحكم كونها اصبحت مطلباً جماهيرياً فإن اي حديث عن مهاجمتها او تشويه سماتها تصبح غير ذات معنى والعولمة هي مصدر الليبرالية والليبرالية هي وجه متقدم للعولمة ويقول د. رجائي حرب ان العولمة القديمة والحديثة هي ظاهرة ترسخت من خلال العقلانية والليبرالية والحرية والديمقراطية والمجتمع والذرائعية واللذة والسعادة والتكنولوجيا والبرغماتية ويقول هنري كيسنجر ان العولمة ليس الا هيمنة امريكا الكاملة على العالم وجلالة الملك عبداالله الثاني إبن الحسين دعا في اوراقه النقاشية إلى العلمانية. وللبحث بقية.