Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2018

تحصين البلاد من فيروس الفوضى والظلامية - د. فيصل غرايبة

 الراي - تعج وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية برسائل العطف والشفقة على العالقين داخل البر السوري الملاصق لحدودنا الشمالية، تلك الرسائل بفتح هذه الحدود أمامهم للعبور الى داخل المملكة، على غرار ما فعل بلدنا المضياف عند استقباله لدفعات اللاجئين الأشقاء السوريين عند بداية الأزمة في القطر السوري

الشقيق. ولكن هؤلاء الذين يبثون تلك العواطف، ويرسلون تلك الرسائل الانسانية، لم يشيروا وربما لم ينتبهوا أن جل هؤلاء المشفق عليهم والمتعاطف معهم، هم من مقاتلي منظمات ظلامية تعمل بتمويل مشبوه، وتنظم بقصد غامض، ولا ينجم عن افعالها الا الفوضى، ولا تعبر بأعمالها الا عن حقد واضغان، تفضي الى العنف والقتل
والانتقام. لم يشر هؤلاء المتعاطفون معهم والمتباكون عليهم، الى ما اطلعوا عليه على شاشات وسائط التواصل، التي ينظرون اليها ويكتبون فيها، من قوائم للمنظمات الفوضوية والمدسوسة والمموهة بشعارات الدين
الحنيف، والوان الجهاد في سبيل االله، ورمزية الكفاح الشريف ضد المحتل والغاصب، والمتحكم برقاب الناس.
وبعد ذلك يطالبون هذا البلد الآمن ان يفتح أبوابه وثغوره لمثل هؤلاء، لينقلوا تجربة الدمار ويطوروا وسائل
التخريب والتدمير، وليشعلوا الحرائق كما فعلوها وافتعلوها على الأرض السورية الواسعة، وتجاه الشعب
السوري الشقيق، والذي تعطل انتاجه ونسف استقراره وتشتت أبناؤه، بفعل الفوضى والتدمير والخراب.
صحيح انه ليس جميع المفزوعين والهائمين بالخلاء، ليسوا من هؤلاء الفوضويين ادعياء النضال، وان من
بينهم الكثير من النساء والأطفال والمسنين، الذين يبحثون عن ملاذ آمن وعن مستقر واع وعن لقمة خبز
وشربة ماء، ولكن كيف بامكان الشعب الأردني أن يفرز هؤلاء عن أولئك؟ وكيف بوسع الأجهزة الأردنية
الساهرة على الحدود والثغور والمعابر، أن تصنفف وأن تبوب، وأن تقرر وسط هذا التدفق، وفي ظل القدرة
على المناورة والتحايل والاختباء، التي يمارسها مثل هؤلاء المومى اليهم؟
ونتساءل لماذا لم يفكر المعنيون بالمنظمات الدولية الرسمية، كالبرنامج الانمائي للامم المتحدة،والمفوضية
السامية للاجئين، ومنظمة الامم المتحدة للطفولة(يونسيف)، والمنظمات الانسانية الأهلية او ما يعرف
بالمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع الدولية العالمية والاقليمية، في تأمين وصول تلك العائلات، من
النسوة والمسنين والاطفال، الى مناطق آمنة داخل سوريا، والى الشرق من مناطق الاقتتال والتوتر والصدام،
مثل: محافظة السويداء ومنطقة تدمر؟
ولا اتصور–وانا اتكلم كمواطن أردني لا علاقة له بالدوائر الرسمية والأجهزة الحكومية- أن الأردن بأجهزته
ودوائره ومنظماته لن يتوانى عن مد يد العون والمساعدة في تطبيق ذلك، وتحقيق مثل هذا الحل، حتى
ولو تعامل على الخطوط المحاذية داخل الأراضي الأردنية بهذا الشأن، وخاصة عند التعامل مع الحالات
الانسانية.
وها نحن نشاهد أن أهالي الرمثا- المدينة الأردنية المتاخمة للحدود الأردنية- السورية، قد بادروا لشراء الكثير
من السلع، حتى كادت أرفف المحال التجارية تفرغ من بضاعتها، وضعوها بالصناديق المناسبة، وحملوها تبرعا وتطوعا، الى مدينة درعا الشقيقة، والمقابلة للرمثا من الطرف السوري المقابل. كما أن جرش وهي تبعد عن درعا اكثر من ستين كيلو مترا، قد أقبل المواطنون فيها على شراء السلع الضرورية من أسواقها المحلية، تمهيدا لتقديمها الى العائلات العالقة في منطقة درعا،تبرعا وتطوعيا وبشعور اخوي قومي وانساني نبيل.
وسيظل الأردن دوما، قيادة وشعبا وأجهزة رسمية وأهلية معا، عونا انسانيا وسندا قوميا، لأخواننا في سوريا
وسائر اقطار وطننا العربي الكبير، باذن االله، وبالنوايا الصادقة والعزيمة القوية، وفي أي مكان وزمان.