Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jan-2019

خبراء: مصالح الأردن الأمنیة توجب مشارکته ببحث مستقبل ”التنف“
زاید الدخیل
عمان-الغد-  في الوقت الذي دعا فیھ وزیر الخارجیة أیمن الصفدي، إلى عقد محادثات أردنیة روسیة أمریكیة حول مستقبل منطقة السیطرة الأمیركیة في التنف السوریة، في ضوء قرار واشنطن سحب قواتھا من سوریة، اكد خبراء اھمیة التنسیق مع الجانب الامیركي خلال انسحابھ من المنطقة الحدودیة المھمة ”حفاظاً على المصالح الامنیة الأردنیة“.
ولم یخف ھؤلاء في حدیثھم لـ“الغد“ امس، اھمیة المنطقة، التي تعد قاعدة مھمة لكل من الولایات
المتحدة وایران، بسبب موقعھا على الحدود السوریة العراقیة، وكذلك الامر للاردن.
ویقول المحلل السیاسي عریب الرنتاوي، ان واشنطن اعلنت تاجیل انسحابھا من منطقة التنف
لمده تتراوح ما بین شھرین إلى ثلاثة، مشیراً الى اھمیة المنطقة التي تعد قاعدة مھمة لكل من الولایات المتحدة وایران، بسبب موقعھا على الحدود السوریة العراقیة، ومھمة للاردن ”بسبب قربھا ایضاً من حدودنا مع سوریة، وعلى مرمى حجر من مخیم الركبان، المثیر للقلق“.
ویرى الرنتاوي ان اھمیة التنف للاردن ”ینبع من قربھا من مخیم الركبان للاجئین السوریین، الذي یشكل بقاءه عنصر تھدید وازعاج للاردن، وما یحیط بالمخیم من ملابسات امنیة“، مبینا ان الاردن ”یرغب في تفكیكھ قبل او بالتزامن مع الانسحاب الامیركي وتفكیك قاعدة التنف“.
وعلى المدى البعید نسیبا، یقول الرنتاوي ان واشنطن ستنحب من منطقة التنف، مشیرا الى ان الاردن بحاجة لان یكون الانسحاب العسكري الامیركي منسق بما یراعي مصالح الاردن الامنیة“.
وتتمركز القاعدة العسكریة الأمیركیة في التنف ضمن جیب عسكري بدائرة قطرھا 55 كم، وتحظر القوات الامیركیة الاقتراب منھا تحت طائلة التدمیر.
من جھتھ، قال رئیس جمعیة العلوم السیاسیة محمد مصالحة، ان منطقة التنف الواقعة على الحدود العراقیة السوریة ”تعتبر منطقة استرتیجیة مھمة، خصوصا بعد ان ظھرت وتنامت قدره تنظیم ”داعش“ الارھابي بالتحرك من خلال اختراقھ للحدود بین دول الاقلیم المتجاورة“.
وتابع : ”لقد اوضح المسؤولون الامیركان سابقا انھم معنیون بالتواجد في ھذه المنطقة الحدودیة لاسباب عسكریة لمحاربة تنظیم داعش من جھة، ومن جھھ اخرى فتبدو قضیة التمدد الایراني من خلال ھذه الحدود الى سوریة لم تغب عن بال ھؤلاء المسؤولین“.
واشار الى انھ فیما بعد اتضح تراجع الرئیس الامیركي دونالد ترامب عن فكرة الانسحاب السریع من سوریة، بناء على ضغط من البنتاغون وبعض الصقور في الكونغرس، لان ھذا الانسحاب في تقدیرھم سیزید من نفوذ وقوة ایران المنافسة لامیركا في المنطقة.
اردنیا، یرى المصالحة ان من الواضح ان الاردن ”معني بان ھذه المنطقة یجب ان یسودھا الاستقرار والامن، وان تعود الى سیطرة كل من القوات النظامیة في سوریة والعراق، اذ یحرص الاردن على وحدة وسلامة اراضي الدولتین“.
ویضیف “ كما ان الاردن معني بان تنتھي ازمة انحباس اللاجئین السوریین في مخیم الركبان،
وان یتم نقلھم او اعادة توطینھم في مدنھم وقراھم التي خرجوا منھا أساسا في الداخل السوري، باعتبار ان وجودھم یشكل مصدر قلق امني، الى جانب وجودھم في ظروف انسانیة صعبة خاصة في فصل الشتاء“.
واشار الى ان الاردن ”اوضح موقفھ جیدا من موضوع الانسحاب الامیركي من التنف خلال لقاءات مع الامیركان وكان اخرھا مع وزیر الخارجیة الامیركي بجولتھ الحالیة“.
بدوره، یرى العمید المتقاعد حافظ الخصاونة، ان جیب التنف یمثل نقطة انطلاق عسكریة للسیطرة على كامل الشریط الحدودي بین سوریة والعراق، مبینا انھ في حال أرادت واشنطن المضي قدما في سحب قواتھا من ھذا الجیب ”فیستوجب علیھا ایجاد تفاھمات دولیة مع روسیا والأردن والعراق وسوریة، وبالتالي تعزیز موقف روسیا ورؤیتھا للحل في سوریة“.
ویوكد اھمیة وحساسیة منطقة التنف الموجودة بالجنوب الشرقي إلى الحدود المشتركة الأردنیة العراقیة السوریة من الناحیة الأمنیة، مشدداً على ضرورة الاستناد الى مباحثات مع الأمیركیین والروس حول ما ستؤول لھ المنطقة في المسقبل، بعید الانسحاب الامیركي من القاعدة، بما یضمن أمن تلك المنطقة واستقرارھا، خاصة في ظل محاولات ”داعش“ التسلل من الشمال بإتجاه الجنوب الشرقي وھذه المنطقة التي تعد صحراء مفتوحة، ویتطلب الحفاظ علیھا أمنیاً جھود كبیرة“.
وشدد على ان الحل الأمثل لمواجھة تبعات الانسحاب العسكري الامریكي من جیب التنف ”ھو تعاون أردني روسي أمیركي من أجل ضمان أمن تلك المنطقة والترتیب للانسحاب بما یحقق ذلك“.
واكد الخصاونة ثقتھ المطلقة بقواتنا المسلحة واجھزتنا الامنیة على حمایة الحدود من الجانب الاردني، والذي یمتد مع سوریة مسافة 378 كم، مبینا في نفس الوقت ضرورة أن تكون ھناك تفاھمات مع الحكومة السوریة ومع الروس بحیث نقوم جمیعاً بإتخاذ الإجراءات التي تضمن أن لا تصبح تلك المنطقة منطقة خطر على الاردن وتتیح لداعش إعادة التموضع وإعادة التنظیم وإعادة الإنطلاق.