Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Apr-2019

الاستنساخ في انتخابات «الأردنية»*رمزي الغزوي

 الدستور-قد أوقع نفسي في أحجية البيضة والدجاجة؛ إن تساءلت ببساطة ومباشرة: من هو الذي يؤثر في الآخر، المجتمع أم الجامعة؟. ولن أنتظر جوابا صريحا أو مواربا، فطالما وصفنا الجامعة الأردنية، بأنها قلب المجتمع النابض، وبوصلة التغيير، ومؤشر النماء، وأنها المقياس الحساس لتطلعات الوطن وآماله. 

 
بعد الثناء على جهود إدراة الجامعة لحسن تنظيم وسلاسة وشفافية انتخابات مجلس الطلبة، سأقول إن بوسع أي مراقب أن يهدم أحجتنا من أولها، ويقول بلسان دلق بلا عوج: انتخابات الجامعة التي جرت الخميس الماضي هي مرآة للمجتمع: مرآة مستوية. حيث يفتقد الأثرُ، ويدرك التأثر بالخارج. 
 
إنها مثل معظم انتخاباتنا البرلمانية ليس إلا معركة للصور المنشورة. فبجولة واحدة في شوارع الجامعة وقراءة لواجهات كلياتها وأشجارها؛ ستعرف أن المبارزة بين المرشحين ليست إلا مبارزة في الصور. ليست مقارعة وتنافسا في البرامج في أغلبها. نعم هناك شعارات مطروحة بخجل، ولكن الأبرز الأعم كان تعاركا بين الصور الكبيرة الملونة المهندسة (بالفتوشوب)، وأيها تحتل واجهة أكثر إستراتيجية من منافستها.
 
لا يعجبني أن نظل نردد في كل انتخابات، سواء البلدية أو النيابية أو الطالبية، بأنها أعراس وطنية. (فكونا من كلمة أعراس). إنها تلقي بظلال ثقيلة على مشهد من المفترض أن يكون تقدمياً واعيا. فمن ذاكرتنا الجمعية نعرف ما معنى زفة هذا العرس، ومعنى تقطع الحبال الصوتية لبعض الناخبين، وهم يصرخون مروجين لمرشحهم. ثم لا يكون صحيحا إلا المثل الدارج: (العريس للعروس والجري للمتعوس). 
 
في الدول المتقدمة تكون الجامعة هي محراك التغيير ونوماسه ونبراسه. ولهذا يحق لنا أن نتساءل بحزن: لماذا صار طلبتنا يستنسخون تجربة الانتخابية النيابية ومهرجانها الدعائي ؟ لماذا نجعل انتخابات الجامعة صورة مطابقة لما يجري في الشارع المعتل؟ ولماذا لا تكون هي المؤثر فيه وليس العكس، من حيث سيطرة نمطية الاحتفاء بالصور دون الركون إلى البرامج، بالطبع مع تسيد البعدين العشائري والمناطقي.
 
لن أبالغ إن قلت إن الدعاية الانتخابية كانت هي الهدف الأسمى عند بعض المرشحين الطلبة كما هي عن بعض المرشحين للبرلمان. فهي استعراض للصور ودغدغة لحب الظهور وتضخم الأنا الذي يعطل كل عمل ريادي ويقصيه. 
 
فغالبية المرشحين الطلبة يستنسخون صورة المرشح النيابي. وإلا ما معنى أن ينشر أحدهم 200صورة له على حبل يشبه حبل الغسيل. أو أن يرصف أكثر من 100 صورة في مكان واحد. إنها خدش للجمال العام. ولهذا أعتقد أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في الدعاية الانتخابية بشكل جذري. فالجامعة موطن للخبرات والإبداعات، ولا يجوز أن تكون مقلدة تنقل الشارع بزوانه وخرابه.