الهدف من جزء كبير من حياتي والمتعلق بدوري كقائد في دولة الامارات وحاكم لدبي. هل هو عملي الرسمي او ما اسميه حياتي. وما من صحة وسكن وتعليم وبنية تحتية؟ الا يمكن ان يكون لنا دور كبير واعمق؟ نعم دورنا اعمق واكثر تأثيراً عندما نسعى لإسعاد الناس هو دوري الحقيقي كقائد ودور الحكومة الحقيقي: هل هو سن القوانين والسياسات وانفاذها فقط. ام توفير مقومات الحياة للمجتمع ودور الحكومات – خلق البيئة التي يحقق الناس من خلالها احلامهم وطموحاتهم. الخلق وليس التحكم فيها. فدور الحكومة في تمكين الناس وليس التمكن منهم. وهنا نتخيل تأثير هذه الاجابة في ألوف الموظفين، اي ان يكون لوظائفهم معنى عظيم، ولعملهم هدف حضاري وانساني فيساهمون في سعادة الناس، كما ان تأثير ذلك على الشعوب عندما يؤمنون بان حكوماتهم تسعى لخيرهم وسعادتهم وتوفير الفرص لأبنائهم ليكونوا سعداء وتسعى لتحقيق احلامهم، فلا مجال بعدها للعداءات بين حكومات تسعى لإسعاد شعوبها. حتى ارسطو ذكر قبل 2400 عام ان غاية السياسة هي تحقيق السعادة كما ذكرها (ابن خلدون) والدستور الاميركي ينص على (حق الجميع في تحقيق السعادة). نعم نحن نسعى لإسعاد الناس وسيظل ذلك غاية وهدفاً وبرامج عمل حتى يترسخ دائماً ومستمراً. (2 (قام سموه قبل سنوات بتعيين (وزيرة للسعادة) فقال احدهم (الا تعتقد بانكم تغردون خارج السرب) فرد سموه (نحن جزء من السرب ونحاول ان نبني املاً لهذا السرب) وقلت له (لا توجد منطقة في العالم بحاجة للسعادة والايجابية اكثر من منطقتنا – فثمة قدر هائل من التشاؤم بمنطقتنا) هذا التشاؤم نحس به دوماً في اعلامنا. واكده «التقرير العالمي للسعادة « الذي صدر 2015 حول التشاؤم والاكتئاب بين الشباب والمراهقين عالمياً، وحدد المنطقة الاعلى عالمياً بذلك هي منطقتنا، بسبب السلبيات والتوترات. لذا وددت في كتابي التركيز على اهمية بناء التفاؤل والايجابية ونشر مفاهيم السعادة وسؤلت عن موازنة (السعادة) وجوابي ان السعادة ستحقق وفراً عالياً لنا: لأنها تؤثر في الصحة وانتاجية الموظفين، وتأثير ذلك في الناتج الاقتصادي وينعكس على العائد وعلى المجتمع. (3 (الانسان امام التحديات لديه خيارات: اما ان يقف ويتراجع ويبدع ويتجاوز. التحديات هي فرصتنا للتفكير بطريقة مختلفة لاختيار طاقاتنا وقدراتنا وامكاناتنا. (4 (اما الايجابية في نظر سموه فهي كيف يمكن ان نعرفها ببساطة وان نطبقها في حياتنا العملية والادارية. وهي النظارات التي يضعها الانسان فوق عينيه عندما يشاهد العالم.كانت مراتب التحديات فرصاً. وفي المستقبل نجاحاً وفي الناس طاقات ومواهب. لان كل شخص لديه طاقة وكل فكره لديها امكانية للنجاح في زمانها ومكانها.

(5 (تجربة دولة الامارات منذ بدايتها التفاؤل بالمستقبل والثقة بالقدرات والايجابية. اما التحديات ليست نقطة النهاية بل فرصة لحلول جديدة. ويقول:

 

لم يكن الشيخ زايد من الذين يعتقدون بالحدود التي يضعها له الاخرون. وهذه من صفات القائد الايجابي. (6 (لا شيء اسوأ من ان يتردد القائد في عمله ويتشاءم. (7 (الموظف الايجابي متفائل واثق بقدراته ويبادر ليكون في الصف الاول. (8 (الايجابية وبناء فريق العمل. (9( لدينا كم هائل من العرب الايجابيون. (10 (ولا بد من القدوة الايجابية – ان تكون فكرتك واول من ينفذها. (11 (لذا كن ايجابياً وابتسم – لان الابتسامة جزء من هويتنا للتعامل مع الناس.

 

(12 (كما ان الايجابية تكون في الازمات وتجعل القائد يستخدم الازمة لتطوير نفسه وقدرات فريقه. (13 (صناعة الحظ يصنعها الرجل وليس العكس. (14 (اكبر نجاح للقائد ليس صناعة الانجازات بل صناعة الأنسان. (15 (الحكومة الايجابية سعادة للمجتمعات. (16 (نشكر التحديات التي تعلمنا منها والماضي الذي اوصلنا لما نحن عليه. (17 (لدينا 200 مليون شاب عربي هم طاقة ايجابية ولا بد من تعزيز هذه الطاقة.

 

(18 (القادة العلماء لديهم افكار الحياة لأنها إيجابية. (19 (رسالة التسامح – رسالتنا وبدأت مع زايد. (20 (الاسرة الايجابية حضن دافئ للصغير حتى يكبر وللشاب حتى يحقق ذاته. (21 (تجديد الايجابية هي تجديد الطاقة. (22 (كما نحتاج للروح الرياضية الايجابية. (23 (نعم يمكن للسياسة ان تكون ايجابية رغم تبني الكثير من السياسة (فرق تسد)(24 (وزراء للتسامح والسعادة والمستقبل نحتاجها لصقل مستقبلنا ونحافظ على مكتسبات حاضرنا.

 

واخيراً- علمنا سمو الشيخ محمد بن راشد معنى السعادة الايجابية–في هذا الكتاب غير المسبوق والذي يعكس حكمة واخلاق وجهود سموه العظيمة.