Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2017

الأربع ساعات ماذا جرى فيها؟! - صالح القلاب

الراي -  عندما يُستدعى بشار الأسد إلى «سوتشي»، كما أستدعي في عام 2015 إلى موسكو عشية التدخل العسكري الروسي في سورية، لمقابلة استغرقت أربع ساعات مع فلاديمير بوتين عاد بعدها تواً إلى دمشق أو إلى قاعدة «حميميم» أو إلى «القرداحة» فإن هذا يعني أنَّ هذا اللقاء العاجل لم يكن مريحاً وأنه سمع كلاماً من «مُستدعيه» غير متوقع بالنسبة إليه وإن «الحلَّ» الذي سيناقش في القمة الثلاثية الروسية – التركية – الإيرانية التي غدت على الأبواب لن يعجبه كما أنه لن يعجب المعارضة التي لا تزال تصر على «جنيف 1 «والمرحلة الإنتقالية وقرار مجلس الأمن الدولي 4522.

 
ولعل المفاجئ حقاً هو أنَّ اسم فاروق الشرع، الذي جرى تغييبه نهائياً على مدى سبعة أعوام وأكثر، قد أصبح متداولاً لترؤس مؤتمر «سوتشي» الذي من المفترض انعقاده في بدايات الشهر المقبل بحضور ألف مدعوٍّ كان الروس قد وصفوهم بأنهم ممثلو «الشعوب السورية» ويقيناً أنه إذا صحت هذه المعلومات بالنسبة للنائب السابق للرئيس السوري فإن هذا يعني أن هناك تحولاًّ في موقف فلاديمير بوتين وإنه بات على استعداد للتفريط بـ»بيدقه» وإن أكثر ما يمكن أن يُعطي كجائزة «ترضية» أن يستمر وجوده مؤقتا في «المرحلة الإنتقالية».
 
لقد جرى تغييب فاروق الشرع، الذي ينتمي إلى إحدى العائلات المرموقة في منطقة درعا التي انطلقت منها شرارة هذه الثورة التي بقيت متواصلة منذ مارس (آذار) 2011 وحتى الآن، لأنه كما يقال قد اعترض على مواجهة مظاهرات سلمية بالعنف وبالقوة وبإراقة الدماء... وهذا بالطبع محرَّم وغير مقبول على الإطلاق وهو ما أدى أيضاً إلى تغييب عبداالله الأحمر نائب الأمين العام القومي لحزب البعث الذي لم يبق منه إلا اسمه وإلا علمه الذي لم يعد يرفع إلا في المناسبات المتباعدة وبعيداً عن أنظار قادة الميليشيات الإيرانية المذهبية.
 
وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أنه لا شيء مؤكدا بالنسبة لكل هذا الذي مرَّ ذكره لكن ما يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار هو أن الروس إنْ هُمْ يسعون فعلاً لضمان وجودهم في المنطقة ووجود قواعدهم في سورية فإن عليهم ألاّ يواصلوا الرهان على هذا الحصان الذي سيكون خاسراً في النهاية لا محالة وإن عليهم أن يلتقوا مع الآخرين على حلٍّ معقول بالإمكان أن يكون مقبولاً وأغلب الظن أنَّ حلاًّ يكون فاروق الشرع رقماً رئيسياًّ في معادلته السياسية سيكون مقبولاً سوريا وعربياًّ ودولياًّ وبشرط أن يكون هو واجهة هذه المرحلة الإنتقالية.
 
لكن، وهذه «ال لكن» يجب وضع ألف خطٍّ تحتها وباللون الأحمر إنه على كل الذين يتجهون هذا الإتجاه وفي مقدمتهم فلاديمير بوتين أن يدركوا «سورية المفيدة» أصبحت جاهزة وأن الإيرانيين الذين تُخوِّلهُمْ «تقيتهم» أن يبطنوا غير ما يظهروا سوف يضعون كل عصيهم في دواليب هذا الحل الذي إنْ هو مطروح بالفعل فإن تقسيم هذا البلد سيكون تحصيل حاصل وهذا إن لم يكن الروس حازمون وإن لم تتخلَّ الولايات المتحدة عن ضبابيتها القاتلة وأيضاً إن لم يتخل «الأخ» أردوغان عن أوهامه الأمبراطورية.