Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jun-2019

استشعار عن بعد وربما عن قرب*عبد الحميد المجالي

 الدستور-رغم الصخب السائد في المنطقة والتوقعات غير المبنية على معرفة بحقائق الاوضاع الدولية والعلاقات بين الدول، الا انني مازلت مصرا على ان ما يجري بين الولايات المتحدة وايران مجرد حرب كلامية كلما استمرت اكثر كلما ابتعدت الدولتان عن الحرب. فالمسافة بين الحرب والسلام بعيدة جدا كالبعد بين واشنطن وطهران رغم تواجد القوات قبالة بعضهما البعض في الخليج واحدة بعيدة عن بلدها تحارب عادة عن بعد،  واخرى في مياهها الاقليمية تتمنى لو تحقق انجازا عسكريا يرضي طموحها.

والذي يجرى في هذا الصخب يمكن ان نسميه عرضا للقوة في مفاوضات عن بعد تقترب شيئا فشيئا في غياب خيار الحرب.
فالغزل بين البلدين جار على قد وساق. غزل سري واخر علني. كما ان الوساطات الدولية لم تتوقف لمنع انجرار البلدين نحو الحرب لمخاطرها الفادحة على المنطقة وعلى العالم بأسره. اخر اعلان امريكي هو ان التحركات الامريكية الاخيرة حققت بعض اهدافها وهو ايحاء بان واشنطن ربما تتوقف عن هذه التحركات ما دامت حققت او اقتربت من تحقيقها.
بالطبع سيأخذ هذا الامر بعض الوقت. فالنزاع الكلامي بين البلدين رغم رائحة الحرب فيه تحد سياسي واعلامي من الصعب تجاوزه بسهوله وقد يصل الى تحد شخصي على مستوى القيادات العليا والكرامة الوطنية لكلا البلدين.
من الصعب اصدار توقعات محددة عما سيجري بين البلدين. فالاوضاع بينهما تتأرجح بين التصعيد والتهدئة، واستمرار هذا الوضع يعني ان البلدين يتجهان نحو الهدوء الدائم والوصول الى تسوية.. فكلا البلدين اثبت انه لا يريد خوض حرب .
العنوان القادم للنزاع الايراني الامريكي هو التفاوض. فكلا البلدين اعرب عن استعداده للتفاوض بشروط ليست صعبة يمكن تجاوزها عندما تتم ازالة الحاجز النفسي في علاقة متوترة بين البلدين استمرت اكثر من اربعين عاما.
العلاقات بين الدول علاقات مصلحية وليست عاطفية. ولذلك فهي تتأرجح دائما بين الهدوء والتصعيد وبين التعاطي الايجابي وبين الفتور اننا امام علاقات دولية غير مفهومة بالكامل بين الدول.
ولذا نحن امام لعبة امم شديدة التعقيد تدخل فيها كل ما هو غير متوقع. والمهم ان تفهم الدول النامية ومن بينها الدول العربية هذه العلاقة لكي تستطيع التصرف بحكمة وفهم يحفظ مصالحها ومصالح شعوبها.
نستشعر الاحداث الجارية بين ايران والولايات المتحدة مرة ونحن نشعر اننا بعيدون عنها ومرة عن قرب كأننا نتلمس هذه التطورات بايدينا تقترب منا الى حناجرنا، فالخليج حنجرة الشرق الاوسط ونحن منها وفيها. ولكن كل استشعاراتنا البعيدة والقريبة تبقى مجرد تكهنات ربما يكون فيها شيء من الصحة. وستقول الايام كلمتها قريبا.