Saturday 7th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jul-2024

عالم واحد في واشنطن وعوالم عدة في إسرائيل

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: ناحوم برنياع
 
 
 
استقبل الأعضاء الجمهوريون في مجلسي الكونغرس نتنياهو أول من أمس كواحد منهم. يتحدث مثلهم، يشعر مثلهم، ينحني للقيم ذاتها، للمخاوف ذاتها، للرؤية ذاتها. حاولت أن أحل لساعة واحدة محلهم: خطاب نتنياهو بدأ فجأة حتى أجمل مما كان في الواقع. بنجامين نيتاي، سناتور من ولاية مليئة بالافنجيليين في جنوب الولايات المتحدة، يتحدث ثناء عن دولة بعيدة اسمها إسرائيل. كم جميل من جانبه: عيناي دمعتا اعترافا بالجميل. لا بد سنغرس حرشا على اسمه في أحراش الكيرن كييمت. لا بد سنزرع شجرة على اسمه في جادة أحبة أمم العالم.
 
 
وعندها تذكرت أنه رئيس وزرائي، الرجل المسؤول عن أكبر قصورات إسرائيل منذ ولادتها، الرجل المسؤول عن أنه حتى بعد قرابة عشرة أشهر لم تحل أي من المشاكل التي وقعت علينا منذ ذاك السبت إياه. صحيح أن إسرائيل وقعت ضحية في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، لهجمة (من قبل الفصائل الفلسطينية)، لكننا كنا في ذلك اليوم أيضا ضحية لانفسنا، لغرورنا، لإهمالنا، لحكومة وظفت كل قوتها في هدم قوتنا، ولجيش فشل فشلا لا مغفرة له.
جميل أن نتنياهو قال أول من أمس: "شكرا للأميركيين على دعمكم العظيم لنا، طويل السنين". كان ممكنا أن نتوقع أيضا أن يقول: "عذرا، عذرا عن الضرر الذي تسببنا به في قصورنا لعظمة أميركا، عذرا عن أننا أثقلنا عليها كل احتياجاتنا العسكرية وعذرا عن أنه بدلا من أن نشكل على ما تلقيناه، في قطار جوي مكثف، نزلنا باللائمة على القليل الذي تأخر. عذرا عن أننا تصرفنا كطفل مدلل"، كان يمكن لنتنياهو أن يقول.
وربما حتى الجملة التالية: عذرا عن الخطاب الذي القيته هنا، في هذه القاعة، في العام 2015، خطابا ساعد في دفع إيران نحو القنبلة النووية. في حينه أيضا تلقيت التصفيق العاصف إياه. ما خرج من هذا كلنا نعرفه.
كما كان متوقعا، تشرتشل قال للاميركيين في بداية الحرب العالمية الثانية، أعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة ضد ألمانيا، نحن نقول لأميركا: "أعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة حيال إيران. أما الواقع فأقل بطولية: بريطانيا ما كان يمكنها وحدها واضطرت للأميركيين ونحن لا يمكننا وحدنا.
لا ينبغي للتصفيق العاصف أن يضللنا: أميركا تبتعد عنا. المقاعد الفارغة في القاعة كانت رسالة لا تقل أصالة عن المقاعد المليئة. نتنياهو فهم أنه ملزم في أن يعرض في خطابه أيضا رؤيا لليوم التالي: في غزة، في الشمال، في المخطوفين. لشدة الأسف، لم تكن علاقة بين ما قاله وبين ما يفعله كرئيس وزراء، لا في جبهة غزة، لا في جبهة الشمال وأساسا لا في صفقة المخطوفين.
لا أتذكر رئيس وزراء بقي في دولة أجنبية سبعة أيام في ذروة حرب. هذا يدل كم هو نتنياهو اليوم مختلف عن نتنياهو الولايات السابقة التي كان يقطع زيارات بسبب نبأ عن عملية. الصفقة يمكنها أن تنتظر؛ عطلة نهاية أسبوع في أميركا أهم.
في الوقت الذي كان نتنياهو يخطب فيه في الكونغرس، كان الجيش الإسرائيلي يعمل على تشخيص مزيدا من جثث المخطوفين. عالم واحد في واشنطن، عوالم أخرى في إسرائيل.