Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2018

في يوم الوفاء والبيعة

 الراي - إنه السابع من شباط، ذلك اليوم الذي دخل التاريخ الأردني الحديث من أوسع أبوابه، حيث جمع بين مناسبتين احداهما حزينة جسّد فيه الأردنيون وفاءهم الكبير لمليكهم الباني الحسين بن طلال عندما غادر دنيانا الفانية إلى رحاب ربّه راضياً مرضيّاً والثانية عظيمة عِظم مسيرة هذا البلد الديمقراطية حيث بايع الأردنيون وريث الحسين وولي عهده الملك عبداالله الثاني متسلماً سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شباط 1999 ،في انتقال سلس وديمقراطي وحضاري للسلطة وسط أجواء من التعاضد والوحدة الوطنية المتجذرة بتصميم وإرادة صلبة بمواصلة درب البناء ومسيرة العطاء والدفاع عن الأردن التاريخ والحضارة والدور المحوري وتمسك بالمبادئ والثوابت والمواقف الوطنية والقومية التي لا تفرط ولا تساوم على الحقوق والمكتسبات.

في يوم الوفاء والبيعة والأردنيون يستحضرون مسيرة بلدهم التي قادها الهاشميون بحكمة وبُعد نظر وقراءة عميقة ومستشرفة للمستقبل، يتطلع أبناء شعبنا الى المستقبل بثقة وتفاؤل وأمل بأن يجتازوا الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اقتصادنا الوطني في هذه المرحلة وهم على ثقة بأنها مرحلة مؤقتة وعابرة وان لدى بلدهم من الخطط والبرامج الاصلاحية والتحديثية ما سيسهم في تسريع خروجنا من هذه المرحلة وان ما قطعناه من اشواط مهمة في مسيرة الاصلاح والتحديث التي يقودها جلالة الملك عبداالله الثاني بإرادة وحكمة ستؤتي أُكلها وستسهم في تحسين فرص الاستثمار، وتقوية الاقتصاد الوطني وتخفيف العجز في الموازنة، وتراجع المديونية وفق ما هو مُخطّط.
في يوم الوفاء والبيعة يدرك الأردنيون بحسهم الوطني العالي وإرادتهم الصلبة التي لا تلين والتي اثبتوا من خلالها قدرتهم على التحمّل ما دام يصب ذلك في تحصين الجبهة الداخلية وتعميق حالة الأمن والاستقرار في منطقة لا تعرف الأمن ولا الاستقرار، ومفتوحة على حروب ومواجهات دموية لا تنتهي، ان استمرار هذه الحالة التي يعيشونها ما كان لها ان تكون لولا حكمة قائدهم وشجاعة وبسالة قواتنا المسلحة – الجيش العربي والأجهزة الأمنيّة بأذرعتها المختلفة والتي يوليها جلالة القائد الأعلى الرعاية والمكانة والاولوية التي تستحقها ويوجه بتزويدها بكل ما يسهم في زيادة قوتها وارتفاع مستوى تدريبها واحترفها وجهوزيتها والذي لم يعد احد في الداخل وفي الخارج على حد سواء ينكر أن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية باتت في الخندق الأول لمحاربة الارهاب ومطاردة واحباط محاولات كل من تسول له نفسه المسّ بتراب هذا الوطن الغالي او تعريض أمنه واستقراره لأي خطر.
في يوم الوفاء والبيعة يملأ قلوب الأردنيين الرضى والفخر بوقفة مليكهم وبلدهم الشجاعة والمتميزة والصلبة دفاعاً عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ورفضهم الحاسم لكل المحاولات الرامية الى احداث أي تغيير على وضعها القانوني والتاريخي من أي جهة كانت ومهما كانت التضحيات والأثمان، لأن القدس بمكانتها وتاريخها وحضارتها وقداستها وأماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية غير قابلة للمساومة وهي مفتاح السلام كما هي مفتاح الحرب، كما أكد على ذلك قائدهم الذي
تصدى وما يزال لأي محاولات خبيثة تريد النيل من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
في يوم الوفاء والبيعة يجدّد الأردنيون وفاءهم للباني المغفور له جلالة الملك الحسين رحمه االله ولنجله الأكبر جلالة الملك المُعزّز عبداالله الثاني ويعاهدونه على مواصلة مسيرة البناء والإصلاح والتحديث بقلب رجل واحد خلف قيادته الفذّة الحكيمة.