Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jun-2019

للأقصى شعب يفديه*كمال زكارنة

 الدستور-ربع مليون فلسطيني احيوا ليلة القدر في المسجد الاقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، واكثر منهم بقليل ادوا صلاة الجمعة فيه، اي ان نصف مليون فلسطيني، استطاعوا ان يجتازوا حواجز وعوائق الاحتلال الصهيوني، التي يستخدمها دائما لمنع المصلين الفلسطينيين من الوصول الى مسرى النبي الكريم، او تقليل الاعداد المندفعة نحو الاقصى من اجل الصلاة الى اقل حد ممكن، في محاولة عنصرية بائسة لاظهار سيطرة وسيادة الاحتلال على المسجد الاقصى والتحكم به دينيا واداريا، فهي سياسة احتلالية خبيثة ومقصودة بكل ما فيها من اهداف ونوايا وغايات اجرامية تستهدف اولى القبلتين والمدينة المقدسة المرتبطة ارتباطا وثيقا دينيا وحضاريا وتاريخيا وثقافيا وروحانيا بأقصاها المبارك .

الاحتلال الصهيوني الذي يرى في الاقصى رمزية دينية للشعب الفلسطيني والامة الاسلامية، عربيا وعالميا، يجد نفسه في كل مرة امام طوفان بشري فلسطيني يصعب التصدي له او مواجهته، وكلما ازدادت ضغوطات وموانع الاحتلال الهادفة الى عزل الاقصى عن اصحابه، تتفتح شهية الصلاة فيه اكثر واكثر، ويزداد الاصرار والتحدي وتتضاعف الاعداد المصممة على الوصول اليه من جميع ارجاء فلسيطين شمالا وجنوبا ووسطا، مهما كان الثمن وأداء الصلوات والعبادات فيه، ويقهرون الاحتلال وينتصرون.
الشعب الفلسطيني الذي يؤدي واجبا وطنيا في الحفاظ على الاقصى وحمايته والتواجد فيه بشكل دائم، يقوم بدور تكاملي مع الوصابة الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، هذه الوصاية التي تحظى بدعم عربي واسلامي شاملا، تجعل الاحتلال فاقدا لأي شرعية او قانونية ولوجوده في الاقصى والقدس وفلسطين عموما .
الصراع اليومي المستمر منذ اكثر من خمسين عاما على الاقصى بين الاحتلال الصهيوني من جهة، وبين الشعب الفلسطيني والوصاية الهاشمية من جهة ثانية، يجسد افضل الوقائع الحقيقية على ان اطالة امد الاحتلال لا تعني شيئا ولا تضيف له اية ميزة، وان رفض سياسات وممارسات واجراءات وقرارات الاحتلال وعدم الاعتراف بها، يبقي الاحتلال احتلالا، وينزع عنه الغطاء الشرعي والقانوني والوجودي، وهذا مثال حيّ يجب تطبيقه وتجسيده في التعامل مع مخططات ومؤامرات الادارة الامريكية وسلطات الاحتلال الصهيوني التي يقومون بها تحت عنوان ومسمى «صفقة القرن»، ومهما فعلوا سوف يظل فعلهم عبارة عن احتلال فوق احتلال يتكدس باطلا فوق باطل، مقتله وقاتله التوقيع الفلسطيني.
اضعاف اعداد الفلسطينيين الذين وصلوا الاقصى نهار الجمعة وليلة القدر، كان لديهم الاستعداد والجاهزية للتوجه الى ثاني المسجدين والصلاة فيه رغم انف الاحتلال، ومليونية الاقصى سوف تتحقق قريبا.
اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان المحتل لن يطوي قضية القدس كما يشتهي ترامب وحليفه المحتل، بل سوف يؤجج الصراع ويدفع بعشرات الدول العربية والاسلامية وشعوبها للانخراط في جبهة القدس المشتعلة منذ اكثر من نصف قرن، لان هذا الاعتراف الاحادي الجانب والمصلحي، لم يأت بجديد سوى انه صبّ زيتا على النار.
اخفاقات الادارة الامريكية المتتالية في حلبة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يجب ان تكون سببا كافيا لهذه الادارة كي تقوم بعملية مراجعة شاملة واعادة النظر بسياساتها ونتائجها المدمرة في منطقة الشرق الاوسط، والابتعاد عن رهانات الاستقواء الفاشلة.