Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2019

حروب بلا نهايات!*فارس الحباشنة

 الدستور-أكثم سليمان باحث سوري يقول في كتابه « أطول حروب الشرق من حرب الخليج الثانية الى الحرب العالمية الثالثة «: ان حروب المنطقة واحدة من عاصفة الصحراء قبل ربع قرن الى الحرب السورية الحالية. ومرورا بالحرب على الارهاب، وما يسمى الربيع العربي من ميدان الياسمين في تونس والتحرير المصري، وحربي العراق وليبيا.

ويقول الكاتب ان الحروب الميدانية المباشرة توثق لـ»جيوبولتيك جديد» في المنطقة العربية، وتثبيت لسيطرة غربية جديدة ايضا على المنطقة، وذلك باشعال الحروب والفوضى والاقتتال الاهلي الذي اهلك المنطقة وشعوبها ورحل الملايين الى أوروبا.
الصراع الامريكي -الخليجي -الايراني من الاختبارات الجديدة للحرب /الصراع المفتوح في المنطقة. قمم مكة الخليجية والعربية والاسلامية انتهت. ويبدو أن التصعيد بين واشنطن وطهران، كان هو فحوى القمم التي خرجت ببيانات هدفها  حشد تأييد وحماية وأمان وسلام دولي. ورفض التدخلات الايرانية في المنطقة  وتهديدها للاستقرار، وفي بيان منظمة المؤتمر الاسلامي اكتفت الدول بالتضامن مع السعودية لحماية امنها .  
المنطقة ترزح تحت وطأة صراع بارد، وصراع قوى وتجاذبات عسكرية وسياسية، واختبارات استراتيجية، والامريكان من جهة يبعثون برسائل عسكرية ويقابلها رسائل ايرانية عسكرية ودبلوماسية وإن كانت تتسم بالغموض والسرية من كلا طرفي الصراع. 
بلا شك أن الخليج اليوم على موج ساخن، وتزداد التحديات الاستراتجية والامنية لدول الخليج، ولابد من التذكير أن الحرب الباردة السوفتية -الامريكية انتهت بحرب الخليج الثانية، وبداية الاحادية الامريكية، فهل يمكن القول ان الوضع الحالي ينبئ بمزيد من التخبط في النظام العالمي؟ 
المنطقة بكل الاتجاهات تعيش حربا دائمة ومفتوحة، حالة تسود منذ حرب الخليج الثانية «عاصفة الصحراء»، ومن قبلها حرب الخليج الاولى « الحرب العراقية-الايرانية «، وما تلاها من حروب الى حرب الخليج الثانية والثالثة في 2003 على العراق، ووصلا الى تمدد النفوذ الايراني في العالم العربي، وازمة الملف النووي، واحداث 11 ايلول، وما بعدها من حرب على الارهاب، ونشأة داعش، والحرب اليمنية والسورية والعراقية. 
صراع ليس على فراغ، أو صراع من أجل الصراع. إنه صراع لاطراف دولية على بقعة غنية بالنفط وممرات الطاقة. وفي اللافت أن الصراع على امتداده الزمني لا يراعي المصالح العربية، بل إن العرب هم الخاسرون دائما، وتجري كل التسويات والمصالحات على حسابهم سياسيا واستراتيجيا. 
الصراع المحتدم بين واشنطن وطهران على أشده. والاشهر المقبلة تحمل تطورات دراماتيكية، بدءا من موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية، ما يعني أن الخليج يبقى مكشوفا استراتيجيا وعرضة للتمادي الايراني، وأن خيار الحرب المباشرة بين الامريكان والايرانيين هي نقطة مستحيلة، وغير واردة في السيناريوهات القريبة. 
الخليج بحاجة الى منظومة أمنية وعسكرية إقليمية بروافع عربية، وما عدا مجلس التعاون الخليجي. ولذلك فلا بد أن تتوجه دول الخليج الى تغيير قواعد اللعبة، واستبدلات في التكتيك، ما يضمن بناء حصانة استراتيجية تحمي الخليج، وتصد ايران، تتجاوز الاخطاء التاريخية السابقة للدول  في إدارة صراعاتها وازماتها مع اطراف اقليمية كإيران، وغيرها.