Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2021

عيد الأردنيين بنكهة مقدسية خالصة
الراي - طارق الحميدي
«رشقة جديدة من الصواريخ» و«الأقصى ينتفض» و«ابتسامة بطل» عناوين عريضة لأحاديث الأردنيين في العيد التي كانت بطعم الانتصار في فلسطين.. وطغت الأحداث الدائرة هناك على أحاديث الأردنيين في العيد، وتصدرت القدس وفلسطين عناوين صالونات العيد في مختلف محافظات المملكة.
 
وأصبح الجلوس على التلفاز طقسا يوميا في رمضان، ليس لمتابعة مسرحية معادة ينتظرها الأردنيون كل عيد، ولا لمتابعة برامج العيد وفقراتها، أو الاطلاع على عادات وطقوس العيد في الدول العربية، بل لمتابعة آخر مستجدات ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخر مستجدات القصف على غزة أو ثورة الشبان في فلسطين وكل شبر من أرضها التاريخية.
 
وأعادت الأحداث الأخيره القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وتزينت صور حسابات الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي بصور القدس وقبة الصخرة المشرفة والمسجد الاقصى المبارك، وأصبح عيد الاردنيين بنكهة مقدسية خالصة.. فهذا العيد هو عيد البطولات والتكبير.
 
وتحولت مواقع العالم الافتراضي إلى ساحات لدعم القضية الفلسطينية على كل الجبهات، وتطوع شبان أردنيون لترجمة كافة الأحداث إلى كثير من لغات العالم ليكونوا الإعلام البديل، الذي يدحض روايات وسائل الاعلام العالمية التي تسعى لبث الرواية الاسرائيلية.
 
خليط من المشاعر اجتاح الأردن، فترى الناس يبتسمون تارة على وقع الانتصار والصواريخ التي تنطلق نحو فلسطين المحتلة، ويحزنون تارة على مشاهد القصف الوحشي لغزة، الذي لم يترك طفلاً وشيخا وإمرأة الا واستهدفهم، لكن الأكيد أنه ووسط هذا الخليط من المشاعر، أشعل الشبان الثائرون في فلسطين – كل فلسطين- الحماسة داخل صدور الاردنيين، حماسة عنوانها ستبقى القدس عربية ووصايتها هاشمية وأن هناك جيلا خرج يواجه الموت بصدور عارية ولن يتنازل عن حقه في فلسطين.
 
وأعلنت العديد من قرى وبوادي ومدن الاردن تعليق أية مظاهر للاحتفال تضامنا مع الاهل في فلسطين، فيما اعلنت العديد من العشائر الاردنية عدم إقامة اي مظاهر احتفالية سنوية احتراما لشهداء فلسطين.
 
ويتناغم الموقف الأردني الشعبي مع الرسمي في قضية فلسطين، والذي عبر عنه وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة خلال خطبة عيد الفطر حين قال :» نحن كأمة إسلامية وفي هذا البلد المبارك نبقى بعين على القدس وفلسطين وكل ما يجري فيها، فلقد كان لهذه البلد مواقف وما زال وسيبقى بمشيئة الله يقف مع القدس والمسجد الاقصى ومع أهلنا في فلسطين».
 
وأضاف أن «الوصاية الهاشمية لا زالت حاضرة في الدفاع عن المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ودماء شهداء الجيش العربي المصطفوي لا زالت شاهدة على تضحياتنا ونبرأس إلى يوم الدين على ما قدمنا في معارك الشيخ جراح واللطرون وغيرها من المعارك التي قدمنا فيها التضحيات والدماء؛ دفاعا عن المقدسات والدين والاوطان، فهذه الدماء ستبقى شاهدة لنا إلى يوم الدين؛ فتحت ظلال كل شجرة في فلسطين هنالك قصة بطولة وشهادة رسمها أبطال الجيش العربي».
 
وهب الأردنيون في كل شبر من الوطن من الرمثا الى العقبة،إلى الشوارع في مظاهرات عفوية هتفت حناجرهم للقدس والأقصى وفلسطين، كما خرجت مسيرة كبيرة نحو الحدود الأردنية، وأوصلت العديد من الرسائل السياسية بأن الأردنيين يقفون في الصف الأول مع فلسطين.
 
ووسط هذه المعمة هناك شباب لم ولن نعرف اسماءهم، ولن يكتب عنهم التاريخ بالاسم، ولن يسمي أحد مدرسة بأسمائهم، يخرجون من بيوتهم يوميا، يحملون أمانة الدفاع عن الأقصى على كاهلهم، يلقون الحجارة وهم يكبرون، يقفون دون بوابات الحرم القدسي، ولا يعلمون إذا ما كانوا سيعودون الى بيوتهم أحياء أو يرتقون إلى ربهم يرزقون وعلى الأكتاف محمولين يزينهم العلم الفلسطيني، لكنهم بكل تأكيد يعلمون يقيناً أن العمر يهون، والحياة تصبح رخيصة وزينة الدنيا تصغر، حين تكون الثورة دفاعاً عن عروبة فلسطين وتحرير مقدساتها.