ماهر الشوابكة

عمان-الغد-  قلب جيش أحرار العشائر التابع للجيش السوري الحر أمس جميع الرهانات، التي راهنت على ضعفه واستكانته، وذهبت حد تخوينه واتهامه بـ"العمالة للنظام السوري"، وذلك بعد أن شن فجر أمس هجوما مباغتا على مواقع خسرها لصالح الجيش السوري والمليشيات المذهبية الموالية له نهاية الأسبوع قبل الفائت، في ريف السويداء الشرقي على الحدود الأردنية السورية، في معركه سماها "رد الكرامة" تمكن خلالها من استعادة بعضها وقتل 25 جنديا وأسر مثلهم، بحسب قادته.

وكان جيش العشائر المدعوم من التحالف والذي يتمتع بعلاقات قوية مع الأردن ومكلف بحماية مناطق سورية حدودية مع الأردن في منطقة شرق السويداء، بالإضافة إلى مخيم الركبان، ويتشارك مع 4 فصائل معارضة اخرى في السيطرة على مناطق بالبادية السورية، برر انسحابه بشكل مفاجئ من مناطق شرق السويداء، بتعرضه لهجوم كبير قاده الجيش السوري بمساندة مليشيات مذهبية، مدعومين بآلاف الجنود والدبابات والعربات المدرعة، التي تم سحبها من درعا إثر إعلان اتفاق عمان لوقف اطلاق النار في الجنوب الغربي السوري في التاسع من الشهر الماضي.  

وهو ما دفع وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني للقول خلال مؤتمر صحفي عقده  في دار رئاسة الوزراء عصر يوم الاحد الماضي ان "وجود أي مليشيات طائفية على حدود المملكة أمر مرفوض وغير مقبول على الإطلاق".

وكما انسحب "العشائر" بشكل مفاجئ دون التنسيق مع فصائل الجيش الحر في البادية، وهي: جيش اسود الشرقية، وقوات الشهيد احمد العبدو، ولواء شهداء القريتين، وجيش المغاوير، وأشعل سخطا عليه بين قياداتها، ادى الى تراشق اتهامات بينها وبينه، فيما حملها هو مسؤولية انسحابه من مواقعه شرق السويداء بسبب عدم مساعدتها له، عاد وشن هجوما فجر أمس دون أي تنسيق معها أيضا، باسم جديد هو "رد الكرامة" وليس "الأرض لنا"، كما تسمي الفصائل معركتها في البادية منذ ثلاثة أشهر، ما دفع هذه الفصائل لإعلان وقوفها على الحياد من هذه المعركة. 

بيد أن هذه الفصائل قالت إننا "لن نكون ضد "العشائر" في هذه المعركة، ونحن نتأمل أن يتمكنوا من استرداد مناطقهم، ولكننا لن نشارك بمعركة (رد الكرامة) لأنه لم يجر التنسيق معنا، إضافة إلى أننا نخوض معركة موازية في السويداء تحت اسم (الأرض لنا)".

وكان جيش أحرار العشائر أعلن اليوم في بيان وصلت "الغد" نسخة منه عن اطلاقه معركة "رد الكرامة" فجر اليوم، لاستعادة المناطق التي انسحب منها نهاية الأسبوع قبل الفائت، في ريف السويداء الشرقي على الحدود الأردنية.

وقال في بيانه المقتضب "بعد التوكل على الله يعلن جيش أحرار العشائر البدء بعمليات رد الكرامة واستعادة ما خسرناه، وقرع جدران الموت على معاقل النظام والمليشيات الايرانية في بادية السويداء".

وهو ما أكده الناطق الاعلامي باسم جيش أحرار العشائر محمد عدنان من ان "قوات من العشائر تقدمت فجر أمس بشكل مباغت، باتجاه بعض المناطق والمخافر الحدودية، التي سيطر عليها النظام والمليشيات الإيرانية مؤخرا على الحدود الاردنية بشكل تسللي".

واضاف عدنان لـ"الغد" ان "قوات العشائر أوقعت خسائر فادحة بقوات النظام ومليشياته في الافراد والعتاد، مشيرا الى قتلها حوالي 25 عنصرا من هذه القوات والمليشيات، وأسر عدد مماثل من بينهم 6 ضباط".

واكد الناطق الاعلامي ان "قوات العشائر استطاعت أن تستعيد السيطرة على بعض المناطق الحدودية، مؤكدا بأنه لن يذكرها حاليا لدواع أمنية، خاصة وان الموقف العسكري في المنطقة لم ينجل بعد، والطيران الحربي يقوم بقصف هذه المواقع".

وبرر عدنان انسحاب قوات العشائر من هذه المناطق نهاية الأسبوع قبل الماضي بأن "قوات النظام والمليشيات الايرانية هاجمت مواقعنا في منطقة ريف السويداء الشرقي بآلاف المرتزقة، خاصة غرفة العمليات الرئيسية للعشائر والمسؤولة عن الاتصالات  بين القطاعات والقوات على الجبهة".

واضاف ان" القدرة البشرية من قبل العشائر التي كانت تتواجد بالمنطقة كانت لا تكفي لصد مثل هذا الهجوم، خاصة وان المساحة التي كنا نسيطر عليها بالمنطقة واسعة، اضافة الى اننا فقدنا السلاح النوعي الثقيل في هذه المعركة، وأيضا منابع المياه التي كانت تزود قواتنا بالمياه بسبب قصفها من قبل الطيران الحربي".

وقال إن "المرتزقة استخداموا الدبابات وعربات (بي ام بي) والدفع الرباعي"، مشيرا الى ان "كل هذه العوامل أجبرت قواتنا على الانسحاب".

من جانبه قال المسؤول الاعلامي في قوات اسود الشرقية لـ"الغد" ان العشائر انسحبوا من مناطق شرق السويداء دون تنسيق معنا كفصائل معارضة للجيش الحر في البادية ومن دون ان يخبروا احدا، ثم عادوا واعلنوا معركة ايضا دون تنسيق واطلقوا عليها اسما جديدا يختلف عن اسم معركة الفصائل الأخرى وهي "الارض لنا".

واضاف الحاج لـ"الغد" بانه على العموم اذا استطاع جيش العشائر ان يباغت النظام ويضغط عليه ويشاغله ويستعيد مناطق من المناطق التي خسرها، فهذا شيء جيد، مشيرا إلى أن العشائر يشتبكون مع النظام من مناطق ونحن نشتبك معه من مناطق اخرى، من منطقة وادي محمود. 

اما المسؤول الاعلامي في قوات الشهيد احمد العبدو فقال لـ"الغد" ان الفصائل لن تشارك العشائر هذه المعركة "رد الكرامة" لان العشائر لم ينسق معنا، وهو وحده عليه ان يستعيدها".

واضاف ان "جيش العشائر انسحب من مناطقه في شرق السويداء دون تنسيق، والآن يفاجئنا ويعلن هجوما باسم جديد غير اسم معركة الفصائل، أيضا دون تنسيق".