Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2018

يشتهون الحرب.. ويقرعون طبولها !! - محمد كعوش

الراي -  حكاية الخوف الكوني من المستقبل والتوتر الدولي الذي ساد ، وانتشار رائحة البارود في كل الجهات ، وقرع طبول الحرب بدأت منذ اللحظة التي كشف فيها الرئيس الروسي عن ترسانة موسكو النووية والأستراتيجية ، ولوح بالرد على اي اعتداء ضد روسيا أو على حلفائها.

الثابت ان بريطانيا اختارت ، أو اختيرت ، للعب دور رأس الرمح في لعبة التوتروالتأزيم ، فاثارت ، وبشكل مبالغ فيه، قضية الجاسوس المزدوج «سكريبال وابنته»، ثم أيدتها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وحتى استراليا القابعة في آخر الدنيا ، قبل ظهور التحقيقات ، في محاولة لعزل روسيا والتاثير على حراكها الدبلوماسي ودورها السياسي على الساحة الدولية، تماما كما حدث في زمن ستالين ،
عندما اطلق تشرشل مصطلح « الستار الحديدي « توصيفا لعزلة ومحاصرة الاتحاد السوفياتي.
في الزمن الماضي ، انقسم العالم بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الأتحاد السوفياتي وبين المعسكر
الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة ، ولكن هذا الصراع انتهى بانتهاء الحرب الباردة ، وسقوط جدار برلين ، ولكن يبدو أن الصراع تجدد بين معسكرين جديدين بعيدا عن الصراع العقائدي الذي تحوّل الى صراع على المصالح ، وعلى قيادة العالم الجديد متعدد الأقطاب ، وهو التطور المتسارع الذي اثار خشية واشنطن من تراجع دورها على الساحة الدولية ، بعدما خسرت انفرادها بقيادة العالم.
بعد انتصار الرأسمالية أكتشف الجميع أن «عالم العولمة « الذي قادته اميركا منفردة لعقود مضت ، هوعالم مشبع بالقيم البائسة وغرائز الفردية والليبرالية وحضارة السلع الأستهلاكية وازدهار صناعة الأسلحة ، حتى أن الولايات المتحدة تعاملت مع الدول والشعوب بشيء من التعالي أوحي بأن العالم فقد روحه وأنسانيته.
هذا التطور في المشهد الكوني لنا حصة كبيرة فيه ، كما نالنا شيء من الخراب الذي حملته رياح « الربيع العربي « الذي صدرته لنا أميركا ، قبل الحملة الأستفزازية التي شنتها على موسكو بادوات اوروبية ، والتي صاحبها قرع طبول الحرب ، وهي الحملة التي تزامنت مع الحسم العسكري الذي حققه الجيش السوري في الغوطة ، وهي العملية التي غيرت في المعادلة داخل سوريا وحولها ، كما انها ستؤثر في اعادة ترتيب العلاقات السياسية والتحالفات في المنطقة.
وبهذه المناسبة اريد الأشارة الى تصريح الرئيس الأميركي الذي اعلن فيه عن قرب انسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري. الحقيقة ان المراقبين استقبلوا تصريحات الرئيس الأميركي بحذر شديد ، لأنه متقلب وقد لا يثبت على قرار.
قد يكون الهدف من تصريحات ترمب توجيه رسالة الى اردوغان لطمأنته واطلاق يده في الشمال السوري ، وبالتالي التخفيف من اندفاعه نحوالتنسيق مع موسكو وطهران حول الحل في سوريا والموقف من القضايا الأقليمية ألأخرى ، على حساب التحالف الأميركي ودوره في المنطقة ، خصوصا ان اعلان ترمب جاء قبل زيارة بوتن لأنقرة ، وقبل انعقاد القمة بين رؤساء روسيا وتركيا وايران ، وكرره بشكل اوضح في الوقت الذي كان فيه الرئيس التركي في استقبال بوتن مساء الثلاثاء الماضي.
عندما نتحدث عن بؤر التوتر فهي كثيرة وموزعة ، منها القريب وبينها البعيد ، واذا تجاوزنا الصراع في سوريا وحولها ، نصل الى حدود الصين وتحالفها مع روسيا في مواجهة السياسة الخارجية الأميركية ، خصوصا بعد أزمتها مع الولايات المتحدة حول التجارة والرسوم الجمركية ، اضافة الى الأزمة الساخنة بين واشنطن وكوريا الشمالية ، وبالتالي هي جبهة معقدة حين نرى ان واشنطن بحاجة الى دور روسي صيني في حل المشكلة الكورية ، وفي وقت اقترب فيه موعد لقاء بين الرئيسين الأميركي والكوري ، لذلك ارى ان المسألة متشابكة معقدة.
الحقيقة أن الخوف من الحرب ونتائجها قد يوقفها أو يؤجلها ، على الصعيد الدولي أو الأقليمي ، بوجود توازن الرعب بين الأقطاب ، ولكن الملاحظ ان اسرائيل تسعى الى اشعال حرب قد تكون اقليمية لتشمل ايران ، كما أن بعض المسؤولين في دول اخرى يتحدثون عن الحرب وكأنها واقعة لا محالة ، أو انهم يطلبونها ، ولكن الدول القادرة ستعيد حساباتها قبل أي مغامرة ، لأن الحروب لا تنتج سوى الخراب ، في وقت يريد العالم فيه أن يستعيد روحه وانسانيته وسلامه.