Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2019

«خزرٌ» وغير «ساميين»!!*صالح القلاب

 الراي-مادام أن الرئيس الأميركي يعاني من جهل مطبق بالنسبة لتاريخ الأجناس وربما أنه لا يعرف أنه ينحدر من مهاجرين ألمان جاءوا إلى القارة البكر، القارة الأميركية، مبكراًّ فإنه على المحيطين به، ومن بينهم وزير خارجيته مايك بومبيو أنْ لا يدفعوه إلى الإيغال بعيداً في الإنحياز ليس إلى الإسرائيليين بل إلى اليمين الإسرائيلي الذي يمثله بنيامين نتنياهو بقولهم:«إن الله أرسله، أي ترمب، لحماية إسرائيل من إيران» وهذا كلام ليس فيه الكثير من المبالغة وفقط بل فيه الكثير من «التملُّق» إذ إن كل أهل هذه المنطقة بحاجة إلى من يحميهم من الإسرائيليين الذين لا زالوا يرفعون الشعار الصهيوني القديم القائل :«من النيل إلى الفرات»!!.

 
ثم وأنه طالما أن ترمب قد بالغ كثيراً في التغني بـ «سامية» اليهود فإنه على الذين لديهم ولو معرفة متواضعة من المحيطين به أنْ يخبروه أن 92 في المئة من يهود العالم هم من أصول قومية «خزرية»، أي من الخزر الذين إمتدت إمبراطوريتهم من العام 650 ميلادي إلى العام 850 والذين إعتنق حكامهم اليهودية في عام 740 فتبعوا هم حكامهم وهكذا فإن يهود أوروبا الشرقية ينحدرون كلهم من أصولٍ تركية (خزرية) وأنهم غير ساميين ولا علاقة لهم بـ «السامية».
 
ثم وإن ليس الواضح لا بل المؤكد أنَّ حتى النجمة السداسية هي نجمة «خزرية» وأن شعار الإمبراطورية الخزرية التي إمتدت منذ العام 650 الميلادي حتى العام 850 كان عبارة عن دائرة داخلها هذه النجمة السداسية، التي حولتها إسرائيل شعاراً لها وهكذا فإنه لو جرى تدقيق مخبري في هذا المجال لثبت أن غالبية الإسرائيليين ليسوا من أصول سامية وأن الساميين من يهود العالم يشكلون أقلية محدودة في عموم الكرة الأرضية.
 
وحقيقة أن هذا لا يهمنا كثيراً لو أن دونالد ترمب لم يُثقِّب آذان من حوله وآذان من يستمعون إليه في أميركا وفي العالم كله بالتغني بـ «سامية» الإسرائيليين وأن وزير خارجيته مايك بومبيو لم يخجل من أن يقول أن الله أرسله، أي أرسل ترمب، لحماية إسرائيل من إيران وربما وهو من المفترض أنه يعرف أن الإسرائيليين قد تعاونوا مع الإيرانيين خلال حرب الثمانية أعوام الإيرانية – العراقية وأنهم زودوهم بالأسلحة المتطورة وبالذخائر أيضاً وهذه مسألة معروفة ومؤكدة ولا يمكن إنكارها.
 
وهكذا فإن المعروف أن الحركة الصهيونية التي أسسها ثيودور هيرتزل في عام 1897 لم تكن حركة يهودية وإنما حركة قومية إستعمارية قد أنشئت كجناح للإستعمار الأوروبي الغربي في الشرق الأوسط وفي الشرق البعيد والمعروف أنه قد تم القضاء على الإمبراطورية العثمانية، التي كانت قد وصلت بإحتلالها إلى أبواب فينا في النمسا، بعد ثلاثة وعشرين عاماً من إنشاء هذه الحركة وأن دولة إسرائيل التي معظم سكانها السابقين واللاحقين من أصول تركية «خزرية» قد أنشئت بعد ثمانية وعشرين عاماً من زوال العثمانيين.. وهنا فإن ما يهمنا بالنسبة لهذا الأمر هو ألاّ يبقى الأميركيون يتغزلون بـ «سامية» اليهود وبسامية الدولة الصهيونية.