Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2022

جبهة حزب الله البحرية

 الغد-يديعوت آحرونوت

بقلم: غيورا آيلند 3/7/2022
ما كان ينبغي لمحاولة حزب الله ارسال ثلاث مسيرات نحو طوافة الغاز كريش ان تكون مفاجئة. فالخلفية العامة هي الخلاف بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية بينهما. في صيف 2000 انسحبت إسرائيل من طرف واحد من لبنان، واتفق على خط الانسحاب البري بعد مفاوضات مضنية مع الأمم المتحدة. وسمح الخط المتفق عليه لمجلس الأمن أن يقر بأن إسرائيل تنفذ قرار الأمم المتحدة 425 وان ذاك الخط هو بحكم الأمر الواقع الحدود المعترف بها من الاسرة الدولية (وان لم يكن من جانب لبنان).
حاولت إسرائيل منذئذ، دون نجاح، الاتفاق مع الأمم المتحدة على الحدود البحرية. الحدود البحرية ينبغي أن تكون متفقا عليها بين الدولتين ولا يوجد سبيل واحد ملزم لترسيم هذه الحدود. ولما كانت الفجوة بين الطريقة التي اختارتها إسرائيل وطريقة الأمم المتحدة (بضغط من لبنان) واسعة جدا، فقد اتفق على الا يكون الاتفاق، لكن إسرائيل أوضحت للجميع بانها ستعمل وفقا لطريقتها في الترسيم، وبموجبها ترسم الحدود البحرية من رأس الناقورة باتجاه الشمال الغربي.
بعد سنوات من ذلك تبين انه يوجد الكثير من الغاز الطبيعي في البحر أمام شواطئ إسرائيل. هكذا اكتشف بئر تمار وبعده لافيتان وبعد ذلك ايضا كريش وتنين. اكتشاف الغاز والفهم بانه على ما يبدو أيضا توجد آبار غاز كبيرة أمام شواطئ لبنان منح حزب الله اداة دعائية جديدة. يجدر بالذكر أن حزب الله هو تنظيم مدعوم تماما، ماليا وعسكريا، من إيران ولهذا فهو ملتزم بالعمل وفق المصالح الإيرانية. من جهة اخرى يعرض حزب الله نفسه كوطني لبناني “يحمي لبنان من العدوان الإسرائيلي”. يفهم التنظيم بانه اذا ما شن حربا ضد إسرائيل فقط لان إيران تطلب منه ذلك، فإن الأمر سيمس بشدة بمكانته في لبنان. بالمقابل، إذا ما عمل عسكريا ضد ما يسميه “السطو الذي تنفذه إسرائيل على مقدرات الغاز اللبناني” فسيكون له اسناد واسع في الدولة. هذا هو السبب الذي جعل نصرالله حتى قبل سنين يدعي بان قيمة الغاز الذي “تسطو” عليه إسرائيل هي 9 مليارات دولار.
الفجوة الحقيقية بين إسرائيل ولبنان بالنسبة لموقع الحدود البحرية ضيقة جدا، وذلك عقب النشاط الأميركي الذي اقنع الطرفين بتقديم تنازلات ذات مغزى. ظاهرا، من المجدي للبنان أيضا أن يوافق على الخط المقترح الآن من الولايات المتحدة. فالأمر سيسمح له بأن يطور حقل الغاز الذي يوجد في مياهه الاقتصادية وان يخفف بشكل كبير من الوضع الاقتصادي الصعب في الدولة. اتفاق كهذا بين إسرائيل ولبنان لا يحصل لان حزب الله يفرض الفيتو ويهدد كل سياسي لبناني مستعد لحل وسط.
لحزب الله سببان لعمل ذلك: مهم للتنظيم ان يكون توتر بين إسرائيل ولبنان، الأمر الذي يسمح له بان يبقي كما اسلفنا صورة الوطني اللبناني. السبب الثاني السابقة – إذا كان اتفاق رسمي، فان هذا الفعل يشكل نوعا من الاعتراف بإسرائيل، ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاتفاقات، بما في ذلك بالنسبة للحدود البرية، وربما أيضا التعاون الاقتصادي. وعليه، فان حزب الله يدعي بان الطوافة التي وصلت لتوها إلى كريش تؤدي إلى السطو على مقدرات لبنانية ولهذا فانه لن يسمح لذلك أن يحصل. من هنا يمكن أن نفهم لماذا ارسلت المسيرات باتجاه الطوافة، وينبغي الافتراض بان هذه لن تكون العملية الأخيرة في هذا الاتجاه. خير ان يكون الجيش الإسرائيلي مستعدا، لكن لا يقل أهمية عن ذلك اقناع الرئيس بايدن الذي يصل قريبا إلى إسرائيل، بمزيد من الضغط على حكومة لبنان لاجمال الحدود البحرية بين الدولتين وهكذا سحب البساط من تحت اقدام حزب الله. الوضع الاقتصادي اليائس في لبنان يسمح بالتأكيد للأميركيين بعمل ذلك.