Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2019

لا نريد حملات نظافة فقط*رمزي الغزوي

 الدستور-انطلقت صباح أول أمس حملات لجمع القمامة في المناطق السياحية الحيوية في بلدنا. ومعظم المشاركين كانوا من موظفي الهيئات الرسمية. ولهذا طغت الأجواء البروتوكولية على المشهد.

بكل صراح هذا الحملات على شتى أنواعها، لم تعد مجدية وحدها فقط.  فمنذ خمسة وثلاثين سنة تقريبا، وأنا أشترك شخصياً، ولكن الوضع لم يتغير أو يتبدل.  
الناس ما زالت ترمي قمامتها في الشوارع، وتدمر الغابات بإبلاستيك المشروبات الغازية، وتترك مخلفات الرحلات في المتنزهات ببرود أعصاب، ودون شعور بالخزي أو التقصير. فكيف تريد أن يجمع مئات من المشاركين خلال ساعة زمن ما (يزبله) كثير منا على مدار العام. تلك إذن قسمة ضيزى.
علينا أولاً أن نعترف أن المشكلة تكمن في الثقافة لدى المواطنين، وفي نظرتهم لأنفسهم ولبلدهم ومدنهم وقراهم وغاباتهم. فثقافتنا تؤمن أن البيت هو الوطن فقط، وخارجه لا، كما يقولون. ولهذا ترى بيوتنا براقة نظيفة، فيما شوارعنا وساحاتنا وسخة  مأساوية.
فلو كان لدى المواطنين شعور حقيقي، بأن الوطن بيته؛ لحافظ عليه. وهذا شيء خطير. أي لا يوجد لدينا حس جمعي، يشعرنا أن الوطن بيتنا. هذه النقطة المؤلمة الحساسة هي التي يجب أن تنطلق منها الصرخات والحملات. 
فلم يعد مفيدا ولا مجديا أن نعالج العرض ونترك المرض. نحن بحاجة لصرخات وجملات من أجل بناء ثقافة تعلي من شأن تلك القيم التي أهملناها وافتقدناها. ثقافة تُعدُّ (الوطن بيتاً). نريد أن نوجه جهودنا نحو التثقيف والتنوير وتأصيل القيم.   
الخميس الماضي أطلقت في هذه الزاوية فكرة مبادرة (خذ كيسك معك)، وقد وجدت استحسانا لدى الكثيرين. المبادرة بسيطة تتمثل في تطوع نصف عدد المشاركين في حملات السبت، يجوبون بتنظيم معين المناطق السياحية، ومعهم أكياس توزع على المتنزهين. مع بروشور صغير فيه كلمات طيبة تحث على فضيلة ترك المكان أنظف مما كان. والطلب من الزوار أن يأخذوا ما جمعوه إلى أقرب حاوية.
هذه الفكرة قد تشكل جزءا من مبادرات مثمرة. ولهذا أتمنى أن نشمر عن عقولنا وأفكارنا ومواهبنا ووسائلنا؛ لا من أجل المشاركة بحملة تنظيف تطمسها جيوش التوسيخ بعد يوم أو أقل. بل من أجل تأصيل معنى الوطن ونظافته، نريد أن نعيد بناء الشعور بالمسؤولية والإحساس بها لدى الناس. هذا ما يعول عليه فقط، وما سواه، ليس إلا كيس قمامة نجمعه، ليتراكم بدلا منه أطنان وأطنان.