بدعم من وزارة الثقافة الأردنية صدر عن الأهلية للنشر والتوزيع كتاب «شعر محمد القيسي في ضوء جماليات التلقي» للدكتورة نبيلة الخطيب، أما مقدمة الكتاب فكتبها الأستاذ الدكتور محمد المجالي.

والكتاب يمثّل دراسة نقدية معمّقة ارتكزت على طروحات جماليات التلقّي في سعيها لمقاربة شعر الشاعر محمّد القيسيّ، وجماليّات التلقّي؛ فقد عرضت الدراسة للأدوات التي شكّلت نظريّة التلقّي النقديّة، وبيّنت مدى فاعليّتها في القراءة الجماليّة لشعر الشاعر في إطار فنيّة النصّ ورؤيته للحياة والوجود.

وأبرزت الدراسة القيم الفنيّة والجماليّة كالانزياح والمفارقة والإيقاع والصورة الفنيّة التي حفل بها شعر القيسيّ، وبيّنت مدى تأثيرها على تماسك النصّ الشعريّ، حيث بدا ذلك جليّاً من خلال قراءة تحليليّة متشابكة العلاقات في جماليّات النصّ الشعريّ وفق أفق التوقّع، الذي امتدَّ عَبر مصطلحات نقديّة أخرى مثل: التأثير الجماليّ، والفجوة مسافة التوتّر، وانصهار الآفاق، وكسر أفق التوقّع.

وقد توصلت القراءة في هذاالإطار إلى أنَّ المجموع الشعريّ للقيسيّ يمثّل تجربة شعريّة وإبداعيّة غنيّة لها بنيتها الشكليّة والمضمونيّة، التي تعكس قدرةً فنيّةً تتمظهر فيها فضاءات أسلوبيّة، وبنًى لغويّة، ورؤًى فكريّة، تجسّدت في نسيج النصّ الشعريّ الكلّيّ عنده. وقد أوجدت التقنيّات الفنيّة للنصّ الشعريّ تفاعلاً داخليّاً خلق ترابطاً ووحدةً فنيّةً في إطار النصّ الواحد، وجاءت في مواضعها المناسبة بشكل عفويّ غير متكلَّف، من ذلك: الجناس، والتوازي، والتورية، والأضداد المتوائمة..؛ حتى لكأنّ القارئ يعاين الروح الشعريّة لدى الشاعر ويتتبّع مواضع تطوّرها وثباتها وذبذباتها، منفعلاً بها ومتفاعلاً معها بروح منفتحة على النصوص الشعريّة؛ فالشاعر أكثر يقينًا بأحقيّة وجوده وارتباطه بالوطن، كما تمثّل القصيدةُ لديه صوتَ الوطنِ الخالد.