Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2019

التوجيهي بشكل جديد* جهاد المنسي

 الغد-لا اُذيع سرا أن خوفا شديدا انتابني عندما قررت وزارة التربية والتعليم عقد امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) من خلال دورة واحدة، بدل دورتين صيفية وشتوية، ودار في خلدي الكثير من الهواجس خوفا على ابنائنا الطلبة، وتوجس من الفكرة بشكل عام، وشعرت ان وزارة التربية والتعليم تضع نفسها امام امتحان عسير، كما تضع طلبتنا وذويهم امام هواجس لا متناهية.

راقبت سير امتحانات الثانوية العامة في أيامها الاولى بقلق شديد، وحرصت على متابعة ردود فعل الطلبة وذويهم، وحتى تعليقات الهيئة التدريسية، واليوم بعد ان شارفت الامتحانات على نهايتها، ولم يتبق سوى 3 مباحث فقط، ولذا فإنني أعتقد انه من المنصف ان نثمن دور وزارة التربية والتعليم، ممثلة بوزيرها وليد المعاني وكادرها على الجهود التي بذلت والطريقة التي اديرت فيها الامتحانات بشكل عام، والإيجابية التي تم فيها تقديم صورة التجربة.
لا شك ان تجربة تقديم (التوجيهي) في دورة واحدة تجربة ليست سهلة، ولا شك ايضا ان الفكرة اثارت قلق الاهالي قبل ان تبدأ، وهنا يتوجب تسجيل ثناء وتقدير للوزارة التي استطاعت تقديم الفكرة بشكل سلس واستوعبت الملاحظات، كما لا بد من الثناء على دور وزير التربية والتعليم الذي فتح قنوات التواصل مع الطلبة بهدف التخفيف عنهم، وهو الامر الذي ولد طمأنينة عند الطلبة وذويهم وخفف من حدة الامتحانات بشكل عام.
المؤمل ان تستكمل وزارة التربية والتعليم رحلتها في التعامل السلس مع امتحان الثانوية العامة، وان تعمل بقوة لجهة إدامة الراحة النفسية عند المتقدمين للامتحان بما يضمن بدء مرحلة لإخراج (التوجيهي) من فكرة (البعبع) الذي التصق به طوال أعوام مضت، والتأسيس لمرحلة يكون فيها امتحان الثانوية العامة كأي امتحان عادي بلا خوف او قلق او توتر .
وزارة التربية والتعليم مطلوب منها البناء على ما أسست له خلال فترة الامتحانات، ومواصلة العمل لإخراج التوجيهي من منظومة القلق والتوتر الذي صبغ به الامتحان، والذهاب إلى طرق جديدة في التعاطي معه، والتأسيس لمرحلة يكون فيها تقديم التوجيهي إلكترونيا، بحيث تظهر نتائجه بشكل فوري، وهذا ليس بعيد المنال طالما نحن نسير باتجاه الحكومة الالكترونية، ما يجعلنا متفائلين بأن نصل لمرحلة الانتقال لتحويل امتحان التوجيهي لشكل آخر؛ والتعاطي معه برؤية مختلفة، وافكار ابداعية، ولعل نجاح وزارة التربية والتعليم في الخروج من مأزق الدورة الواحدة يجعلنا اكثر تفاؤلا بخطوات لاحقة لتغيير الشكل التقليدي الذي وسم به امتحان الثانوية العامة، والتعاطي مع اشكال جديدة.
القصة التي أناقشها هنا ليست سهولة الامتحانات او صعوبتها، فهذا امتحان فيه أسئلة لكل مستويات الطلبة بما يضمن التعرف على الفوارق الاكاديمية بينهم، بيد ان المهم هنا شعور الطلبة براحة نفسية اثناء الامتحان وقبله وبعده.
لا أراني هنا من المؤيدين للمطالبة بإلغاء امتحان التوجيهي بشكل فوري، واعتقد ان هذا الامر بحاجة للتدرج قبل الذهاب لخطوة الالغاء بشكل كامل، ما يعني مواصلة حث الوزارة على تقديم مقترحات ورؤى في اتجاهين، الاول تعزيز التواصل مع الطلبة، والثاني مواصلة البحث عن رؤى وافكار ابداعية متدرجة بحيث نصل فيما بعد لمرحلة نستطيع من خلالها التفكير بإلغاء التوجيهي والاستعاضة عنه بتجميع علامات المراحل الصفية المختلفة، وان يصبح لاحقا التفكير بعقد امتحانات تقييم جامعية يتم بموجبها توزيع الطلبة وفق ما يحصلون عليه.، وبحسب مستوياتهم الفكرية.
المفيد هو التفكير خارج الصندوق، والمفيد اكثر هو البحث عن حلول ابداعية، وبين هذا وذاك، فان إعطاء كل ذي حق حقه، والثناء على الايجابيات وكشف السلبيات يدفعنا لتثمين الدور الذي لعبته وزارة التربية والتعليم بكل كوادرها وعلى رأسهم الوزير في إراحة الطلبة وذويهم، والمؤمل ان تستمر سلاسة تقديم الامتحانات بالشكل الذي جرت فيه حتى الآن.