الراي - لدي قولون , لا يأتيني إلا في اخر الليل ...وميزة القولون أنه يضرب في كل مكان مثل صندوق النقد الدولي تماما , يضرب في الجهة اليمنى في اليسرى في الظهر واعلى الكتف ..في الصدر, وصندوق النقد يضرب في الإعفاءات في الجمارك ..في ضريبة المبيعات ..لاتعرف من أين يأتيك الألم ...

 

حين يأتيك القولون فأول أعراضه القلق والخوف , وحين يأتي وفد صندوق النقد الدولي تصاب الجهات المالية بالقلق والخوف ...فهنالك تقييم للمرحلة ,بمعنى جردة حساب ..نفس القولون فان تقييم يومك ماذا أكلت ..وإذا كانت الوجبة دسمة , فستندم ...وإذا كانت فلافل ستندم أكثر ..في النهاية لاتدري ماذا تأكل , وصندوق النقد الدولي يجعلك تنسى ماذا تفعل .

 

هناك تطابق غريب , بين القولون وصندوق النقد الدولي أيضا من حيث المخرجات...فالطبيب حين تزوره من أجل الإطمئنان على القولون يقول لك :- (راقب لون ...) وصندوق النقد الدولي يطالبك دوما بمراقبة مخرجات الإقتصاد وأولها أرقام النمو , فهي تشبه إلى حد بعيد لون (الشو أسمو) ...لأن المخرجات إذا كانت (مش ولا بد ) فهذا يعني أن هنال تضخما وانهيارا وانخفاضا للعملة , ومخرجات القولون إذا كانت قاتمة أو غريبة اللون , فهذا يعني أن الوضع بخوف ...

 

أيضا هنالك تطابق , في العلاج القولون يحتاج لتنظير وعلى الطبيب أن يراه بالعين المجردة وصندوق النقد الدولي , يحتاج أيضا لتنظير بمعنى عليك أن ترى المدخلات والنفقات وكل شيء بالعين المجردة , وطريقة التنظير واحدة ففي القولون لا تحتاج لشرح ...لأن جميعنا أجرى عملية التنظير , ويعرف كيف تتم وهل تحتمل بتخدير أو بدون تخدير , وهل لديك صبر وجلد أم أنك لا تقوى على النظر للشاشة , وهل ستشعر بالخجل أم لا ....نفس اجراءات صندوق النقد الدولي , فالقصة فيها خجل ..وفيها شاشات تعرض كل شيء , ومعروف ...وضعية المريض أثناء العملية , تماما مثل وضعية الإقتصاد أثناء , عملية التقييم التي يجريها الصندوق ...

 

الفارق بيني وبين صندوق النقد الدولي , أني في النهاية اذهب إلى الباشا يوسف القسوس ويدلني على طبيب من تلاميذه مختص في الجهاز الهضمي وتحل المشكلة , لكن صندوق النقد الدولي منذ (30) عاما وهو مصر على التنظير ..والمشكلة لم تحل .

 

لايوجد فارق بين ألم القولون وألم صندوق النقد الدولي , فالقصة قصة مخرجات ..وكل المخرجات ...(الباقي عندكوا) ...