Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2019

غزالة شاردة في فضاء الروح

 الدستور-عبد الغني عبد الهادي

 عيناها
عيناها الزرقاوان الواسعتان تكفّلتا بإغراقه ذلك المساء! ما جعله يهرب من غبار الأيام قاصدًا مغطسها متعمدًا في تلك العينين بلا تردد! وعندما أذاب ملوحة العمر فيهما غادرها بلا استئذان محملا نفسه أطنانا من المسؤولية  التي يعتد بها!
 الغزالة
بنور عينيها استحم مساءً وعند الفجر ببريق وجهها توضّأ، ولأجلها صلّى ولمّا كتبها القدرُ له تذكّر أنهما رضعا من غزالة شاردة في فضاء الروح!
 حبّة التّفّاح
هي: متى تُعلن حبّك لي؟
هو: حتى تعلني ..
هي: أخشى أن تتراجع سريعًا .
هو: أذكرك بحواء  وحبّة التّفّاح .
هي: لا تفاح ينفع معكم رجال اليوم ..ولا بطيخ.
هو: ولا ودّ يجدي معكن كذلك.
 القطار
لم تقوَ على السياحة في تضاريس  ملامحه، بدا لها رجلا دُغليا  أجبرتها الظروف على لقائه .. رفضته  فخرج مهرولا من النافذة قبل الباب .. خرج وقد عرف الجواب، معلنا التوبة، بينما  آثرت هي البقاء برسم الانتظار على محطة القطار!
 ماءُ العيون
من غفوتها نهضت.. قرأت ما كتبه لها.. صدمت وكسرت زجاجة عطرها وبدمها كتبت: أنا أحبّك.. قرأ جملتها فذرفت عيناه ماءً!
 المرآة
لم ترضها أمانة المرآة! فوقفت منتصبة بكبرياء أمامها، متحدية ما تراه! لم تغادرها إلا وقد حطّمتها قبل أن تحطّم غرورها.
 اللوحة
بطعم القرنفل اقتطف منها قبلة الصباح، تماهيا منشرحين في كورال واحد مفاده: في سبيل الحب نحيا أو نموت ..وعند المساء وافته في طريق عودته مناغية : لطّوف .. ماذا اعتراك صباح اليوم يا حبيبي؟
اشتعلت مجامر  لطّوف من جديد .. وقد لمح عينيها المكحولتين تغوصان في أعماقه قال : لن تهدا أساريري طالما تروّت عيناي من بحر عينيك اللجيّ  وقرمزية ثغرك الفاتن .. هدأت أساريرها  وقد رتّلت طيور العشق على فؤادها الخافق أجمل المنى والرؤى من سور الوجد .. وجعلت تهدل مثل ورقاء وقت السحر!  تأبطها والليل قد أرخى عباءته من حولهما  راسما لوحة ( كرنفالية ) صاغتها يدر القدر .
 رفيف الحلم الأخضر
أشهد أن لا  امرأة إلاك!
برقت عيناها الغائمتان .. تابعت لهاثه
أعدك أن أكون مُلكك الخاص!
أوجست خيفة  وبدت له مرتابة ..ربت على كتفيها اللدنين
-لا عليك اطمئني، لا أحد في حياتي غيرك ..صوت الرنين يقاطعه .. ألو ألو مين؟ هيام
حدقتاها اتسعتا أبرقت وأرعدت بادرت متوعدة
-مين؟!
-هي من ودّعتها مغادرا  إليك يا حُبّ
عيناها الأرجوانيتان تفجرتا جدولا سلسبيلا .. احتواها بين ذراعيه اللتين فقدتا توازنهما .. لم تهدأ إلا ورفيف الحلم الأخضر يصفق  فوق رأسيهما المتوسدين معا!
 أسْرٌ
بشموخ نخلة ساعة الشروق  أطلت (ببرنصها) من شرفتها .. راح يناغيها عبر  رسائله  لكنها أسرته ظبية  قبل أن يأسرها  أسدا!