الغد
هآرتس
أسرة التحرير
قتل 13 شخصا في إسرائيل في غضون أسبوع؛ 127 منذ بداية السنة. العنوان، كما هو معروف، كان على الحائط. من عين مجرما مدانا مثل ايتمار بن غفير لمنصب وزير الأمن القومي المسؤول عن الشرطة يتحمل المسؤولية المباشرة عن الإخفاق الوطني في مكافحة الجريمة.
بن غفير هو اخفاق متوقع، لكن أحدا لم يتصور أن يؤدي انعدام المسؤولية هذا الى مستويات قتل وجريمة بهذا الارتفاع. ما كان حتى الآن من نصيب البلدات العربية، بدأ يعطي مؤشراته في باقي الدولة. وذلك حيال صمت إجرامي من الوزير المسؤول ورئيس الوزراء الذي عينه، الذي فضل ترك المواطنين لمصيرهم في أيدي منظمات الجريمة، على أن يحصل بن غفير على مبتغاه.
مفتش عام الشرطة، داني ليفي، الذي عين للمنصب بعد أن فشل حيال المجرمين في لواء الشاطئ الذي كان مسؤولا عنه، شريك في المسؤولية. رغم هذا يواصل الحديث في الغرف المغلقة بان "وضع الجريمة في وضع ممتاز"، وان الشرطة في الطريق إلى تمزيق منظمات الجريمة"، وذلك إلى جانب توجيه أصبع الاتهام إلى المحاكم التي تسارع إلى تحرير المجرمين.
بينما يعيش في أزمة في علاقاته مع الوزير، يواصل مرؤوسوه تملق بن غفير ويمسون بسلسلة القيادة في الشرطة. ليفي بنفسه عين قادة الالوية، وتكفي نظرة الى الأشهر الأخيرة في لواء الوسط، الذي يشرف على مدن اللد، نتانيا، الطيرة وجلجوليا كي نفهم حجم الإخفاق: اطلاق نار، عبوات ناسفة، وسائل قتالية وقتل، كل هذا أصبح منتشرا في هذه المناطق، والسكان يخشون الخروج من البيت فيما يفرض المجرمون رعبهم على الجمهور.
العنف في العائلة يستشري هو الاخر. في الأيام الأخيرة قتلت في بات يام امرأة ابنة 48 بطعنات من زوجها الذي قفز بعد ذلك الى حتفه، في موديعين ام قتلت ابنها وانتحرت، وفي السامرة ابن مشبوه بقتل امه حتى الموت وقبل ذلك رجل قتل زوجته السابقة وانتحر في كيبوتس في الشمال. بالتوازي، جمهور من مؤيدي "بيتار يروشلايم" نفذوا فتكا بسائقي باصات عربيين وحتى الان لم تنجح الشرطة في أن تجري حتى ولا اعتقال واحد. لقد فقدت الشرطة السيطرة ونتنياهو بقي صامتا. الجريمة في البلدات العربية ليست قدرا. عومر بارليف عندما كان وزير الامن الداخلي ويوآف سغلوبتس نائبه نجحا في كبح الارتفاع في عدد جرائم القتل، وفي العقد السابق كانت الاعداد ادنى بكثير. توجد حاجة عاجلة لخطة قومية يشارك فيها رؤساء الجمهور العربي ومنتخبيه، الى جانب مشاركة كل أجسام انفاذ القانون. غير أن بن غفير هو كهاني متطرف يرى في العرب عدوا. الشرطة منشغلة بالنفاق لأغراض الترفيع والمفتش العام منشغل في الاعيب الكرامة. من يدفع الثمن هم مواطنو إسرائيل، من عرب ويهود على حد سواء.