Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2019

أسوار فيينا*إسماعيل الشريف

 الدستور-أعتقد من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجُثته في متحف اللوفر – المستشرق الفرنسي كيمون

حسب المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام الأجنبية فالعمل الإرهابي الجبان الذي نفذه الجبان برينتون نرانت في نيوزيلاندا في الأسبوع الماضي هو عمل فردي، ولكن في حقيقة الأمر فهذه المجزرة لم تأت من فراغ وإنما تقف خلفها أيديولوجيا شيطانية دفعت هذا المجرم للقيام بفعلته هذه، وهي تماما نفس الأيديولوجيا التي آمن بها من قبله المجرم النرويجي برينغ بريفيك الذي قام بمذبحة مشابهة عام 2011 حين قتل خمسة وثمانين مراهقا.
نشر تارانت قبيل مذبحته على صفحته على الفيس بوك بيانا من ضمن ما قال فيه أنه يعتبر بريفيك قدوته وأنه اتصل به سابقا وأن بريفيك قد بارك الاعتداء على المساجد وقتل العباد المصلين.
يجمع هذين الاثنين نشاطهما على المواقع والمدونات اليمينية المتطرفة ومن أهمها «أبواب فينا» التي تعتبر أحد أهم منصات اليمين المتطرف، وكما هو واضح من اسم هذه المدونة فهي تستذكر حصار العثمانيين لفينا عام 1683 والذي كان نقطة فارقة في وقف الزحف الإسلامي إلى أوروبا بعد أن خسر العثمانيون المعركة.
الأيديولوجيا التي تحرك هؤلاء المجرمين بسيطة للغاية، فهي تنطلق من أن ثمة مؤامرة تشاركية من العالم الإسلامي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ليغزو الإسلام العالم الغربي من خلال الإرهاب والهجرة الجماعية والتسلل التجريبي لمراكز صنع القرار ومن ثم السيطرة على الحياة السياسية، وفي المآل سيتغلب المهاجرون المسلمون على السكان الأصليين وستسقط الديمقراطية وسيحل محلها الشريعة الإسلامية.
يرى هؤلاء المتطرفون أن الأقليات المسلمة تشكل تهديدا اجتماعيا وثقافيا وبيولوجيا للحضارة الغربية، كما يروجون أن الدين الإسلامي دين عنيف لا يمكن إصلاحه ولا ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة الغربية، ولا حل إلا أن يستعيد السكان الأصليون «البيض» بلادهم بإزالة الإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية من خلال اللجوء إلى أعمال شبه عسكرية وقتل وتهجير الجاليات الإسلامية وكل من يدعمها، ويؤمنون بأن الحرب بينهم وبين الإسلام هي حرب حتمية يجب الإعداد لها.
في مواقعهم ومدوناتهم سترى خططا واضحة وسياسات لطرد المسلمين، وكيفية إعداد القنابل اليدوية والعمليات العسكرية. ولا تقتصر هذه الأيديولوجيا على الأفراد وإنما تعتنقها العديد من الأحزاب السياسية والسياسين البارزين في الحضارة الغربية، ومنهم ترامب الذي أصدر قرارا بحظر تأشيرات الدخول للولايات المتحدة لرعايا سبع دول إسلامية، ومن قبل أثناء حملته الانتخابية قال إن معظم المسلمين في الولايات المتحدة متطرفين.
كما يطالبوننا بتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على ما يسمى الفكر المتطرف لدينا، وتحت هذه الحجة يعدلون مناهجنا لنكون أكثر قابلية لغزوهم ويغلقون جمعياتنا الخيرية، بنفس المنطق نقول لهم جففوا منابع الفكر المتطرف لديكم فهذه الأيدلوجيا هي المحرك الإساسي للإرهاب.
وحتى لا نخلط الأوراق فهذه العمليات لا تمت للمسيحية بصلة فهؤلاء الإرهابيون لا يعرّفون أنفسهم بأنهم مسيحيون وإنما يسمون أنفسهم وثنيين جددا ذوي ثقافة مسيحية فالمسيحية منهم براء كما هو الإسلام براء من كل أشكال العنف الذي ينال الأبرياء.