Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Dec-2017

العالم يسقط قرار ترمب.. - فيصل ملكاوي

 الراي - اسقط المجتمع الدولي الحر قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها فكان التصويت الساحق في الجميعة العامة للامم المتحدة ب 128 صوتا مقابل تسعة اصوات اذا ما اخرجنا صوت اسرائيل والولايات المتحدة كشريكين في القرار المجحف الذي اثار غضبا دولياعارما وادانة تم ترجمتها سريعا وفي اقل من اسبوعين بانه لا يمكن القبول بهذا الخروج السافر عن الشرعية الدولية وازدراء القيم العالمية وارادة الحق وتجاهل دول العالم التي يتعامل معها الرئيس الاميركي وقلة من مستشاريه في البيت الابيض بنهج غير مسبوق من الاحادية وعدم الاحترام حتى باتت الولايات المتحدة في اقل من عام من عهد ترمب الجديد في عزلة

تامة وفي حالة من المازق الشديد في مختلف بقاع الارض.
ورغم التهديدات الرعناء التي لا تمت لاصول العلاقات الدولية باي صلة ، ورغم اللغة والمفردات التي لا تليق برئيس دولة عظمى وطاقمه
في الامم المتحدة ممثلا بالمندوبة الاميركية الدائمة في الامم المتحدة نيكي هايلي التي انحصرت مهمتها في العهد الاميركي الجديد
بتسجيل اسماء الدول التي تخالف النهج الاميركي الغرائبي الجديد والذي يستبدل العالم كله حلفاء واصدقاء بنيامين نتانياهو ويمينه
الاسرائيلي المتطرف الا ان الارادة الحرة والقوية لدول العالم التي تعيش قيم ما بعد القوة وتريد العيش المشترك والحفاظ على الامن
والسلم الدوليين وانهاء المظالم التاريخية التي لا زالت قائمة منذ عقود وعلى راسها القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي
العنصري البغيض فان العالم اختار الانتصار للحق والعدالة وقال ( لا ) كبيرة للعنجهية والصلف والعدوان وانه لا يمكن استخدام
المنظمة الاممية لتمرير الظلم والاجحاف والخروح عن ميثاق الامم الذي التف العالم حوله في الجميعة العامة للامم المتحدة في رد تاريخي
وصريح على قرارات الرئيس الاميركي واعادة ترجمة الاجماع العالم الذي اجهضته هايلي بالفيتو الاميركي في مجلس الامن قبل ايام.
الرسالة الدولية واسعة النطاق ، قالت للرئيس الاميركي صراحة وبكل قوة ، ان الذي سيسود هو قوة المنطق لا منطق القوة ، وان عهد
الانفراد بالقرار العالمي ولى الى غير رجعة ،وان الاحادية الدولية بقيادة الولايات المتحدة انتهت وهذه المرة من رسم خط النهاية لها هو
الرئيس الاميركي نفسه ، الذي دشن منذ اليوم الاول من دخوله الى البيت الابيض سياسة انعزال كبرى ، وعدائية مفرطة للمجتمع
الدولي وازدارء غير مسبوق للعلاقات الدولية ، بل وحتى العداء للمؤسسة الاميركية ، وازدراء الولايات المتحدة بعقلية الاقلية والانعزالية ،
بابعاد المؤسسات الاميركية عن صنع القرار وكذلك ترك قياداتها في حالة عزلة واغتراب عن ما يجري في البيت الابيض ومحاولة المس
يوميا بالقيم الاميركية واعتبار الصحافة الاميركية الحرة بمثابة العدو ومحاولة يائسة لاستبدالها بمئة واربعين حرفا على موقع تويتر بما
تحمله هذه التغريدات من اصرار على نهج العداء للعالم والقيم وهو العالم الذي قرر لاجل مصلحة الامم التصدي للرئيس الاميركي
ووضع حد لنهجه وسياساته الكارثية.
بعد هذا الموقف العالمي القوي والمشرق والمنتصر لذاته وللقضايا العادلة والمتصدي لنهج الاستفراد والظلم ، فان القدس كانت
المناسبة الكبرى لهذه الجولة التاريخية ، وهي المدينة التي تمثل رمز السلام ومفتاحة للامم والشعوب ، وبما تمثله من مركز للقضية
الفلسطينية وحق اساس لا يمكن اجهاضه كعاصمة للدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ، وبما يعلمه العالم جيدا
وخبرته على مختلف المراحل ان القضية الفلسطينية هي مصدر توالد الحروب والازمات وهي الاجندة التي يحاول التطرف التعايش
عليها وقدم لها الرئيس الاميركي هدية غير مسبوقة لاعادة
النهوض من تحت ركام الهزيمة ، لكن العالم الحر يرفض مجددا ان يقامر بقدراته بالامن والسلم الدوليين وتعريض شعوب العالم
مجددا للاجندات الارهابية الظلامية فقد دفع العالم باسره دما وارواحا بما يكفي ولن يقبل بمزيد من الماسي والويلات تغذيها قرارات ظالمة ومجحفة وسيجهضها ويسقطها وهو ما كان بالضبط مصير قرارات الرئيس ترمب المجحفة بحق القدس.