Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Aug-2017

المطلوب من المعارضة السورية! - صالح القلاب
 
الراي - عندما يشترط المبعوث الدولي إلى الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا توحيد موقف.. «المنصات الثلاث»، الهيئة التفاوضية العليا ومنصتي القاهرة موسكو، إزاء آخر ثلاث أوراق تتعلق بمبادئ الحل السياسي المقترح وآلية صوغ دستور جديد وتشكيل هيئة الحكم الإنتقالي لسورية وعقد إجتماع محادثات جديد في جنيف بين الثاني والعشرين والسابع والعشرين من هذا الشهر فكأنه يطلب من هذه الأطراف المعنية أن تبقى تقفز فوق حبل مرتفع مشدود من الطرفين وفي المكان ذاته بدون التقدم ولو بمقدار خطوة واحدة.
 
إنَّ هذا الـ «دي ميستورا»، الذي لم تعد تطيق رؤيته كل الأطراف المعنية بهذه الأزمة التي بقيت تراوح في مكانها لأكثر من ستة أعوام، يعرف أنَّ «منصتين» فقط من الثلاث منصات هذه التي إخترعها أو التي أُخترعت له تتفقان على حلِّ الحد الأدنى فـ»منصة» موسكو تعتبر أحد أجنحة المخابرات السورية وتتهم بأنها أكثر حرصاً على إعادة تدوير نظام بشار الأسد حتى من هذا النظام نفسه وأنها ترفض أي مكان عربي وأي دولة عربية لمحادثات أطراف المعارضة مما يعني أنَّ دورها المكلفة به يقتصر على مواصلة التعطيل وعلى غرار ما بقي يجري منذ عام 2011 وحتى الآن.
 
ولذلك فإنه على المعارضة، الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعة القاهرة، أن تركز منذ الآن على نجاح إجتماع الرياض، الذي من المتوقع أن ينعقد في الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل، لأنه لم يعد لا معقولاً ولا مقبولاً أن يكون هناك أكثر من «800» تنظيم معارض وهنا فإن المفترض أنه معروف أن معظم هذه التنظيمات التي بغالبيتها وهمية هي صناعة هذا التحالف الثلاثي: «نظام بشار الأسد والروس والإيرانيون» وأن المقصود هو إظهار الثورة السورية على أنها مجموعة من الشراذم المسلحة التي أمضت كل هذه الفترة الطويلة وهي تقتتل فيما بينها وتخوض معارك على السلب والنهب وعلى غرار ما يجري الآن في مناطق سورية كثيرة.
 
والمشكلة هنا بالنسبة لهذا الأمر تكمن في أن الحياة السياسية في سورية قد أستكمل تدميرها بعد إنقلاب حافظ الأسد في عام 1970 وحيث أن عملية التدمير هذه كانت بدأت بإنقلاب حسني الزعيم في عام 1949 وتواصلت بسلسلة الإنقلابات العسكرية اللاحقة التي من بينها إنقلاب آذار عام 1963 الذي أعتبر «ثورة» بعثية والذي هو في حقيقة الأمربداية نهاية حزب البعث العربي الإشتراكي الذي كان أهم الأحزاب العربية التي ظهرت في القرن العشرين والذي كان بالإمكان أن يحقق إنجازات تاريخية لو أنه لم يبتل بالداء الإنقلابي الذي أنهاه نهائياً كحركة من المفترض أنها ديموقراطية وأنها حققت نجاحاً واعداً في إنتخابات عام 1954التي جرت في الوصلة الثانية من حكم أديب الشيشكلي الذي تم إغتياله برصاص شاب درزي في البرازيل في أميركا اللاتينية.
 
إنَّ المقصود هو أن الثورة السورية التي إنطلقت عفوياًّ من درعا في عام 2011 قد بدأت من الصفر فالحياة السياسية في هذا البلد كان قد تم تدميرها منهجياًّ على مدى أكثر من ستين عاماً مما يعني أنه على المعارضة الحقيقية أن تتدارك الأمور في إجتماع الرياض المقبل وأن تضع حساباتها اللاحقة على أساس أنَّ هذا النظام، وبدعم روسي وإيراني، لا يريد أي حلٍّ فعلي على الإطلاق وأنه بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب السوري لا يجوز أن يبقى كل هذا التشرذم الذي تعيشه هذه المعارضة ولا يجوز أن يبقى مستقبل هذا البلد العظيم يخضع للعبة أو كذبة دولية عنوانها أن الأولوية يجب أن تكون للقضاء على الإرهاب مع أن الكل يدرك ويعرف أنَّ الإرهاب هو ما يفعله نظام بشار الأسد وما تفعله إيران.. وأيضاً، وهذا يجب أن يقال، ما يفعله الروس الذين لولاهم لأنتهت هذه المأساة في عام 2011.