الرأي - كامل ابراهيم - 

أغلق مستوطنون، الإثنين، الطريق الواصل بين تجمع «خلة السدرة» البدوي وبلدة مخماس شرق القدس المحتلة، بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، في وقت تتواصل فيه الاعتداءات الاستيطانية بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن المستوطنين أغلقوا الطريق الوحيد الذي يربط تجمع «خلة السدرة» ببلدة مخماس باستخدام الأتربة والحجارة، ضمن سياسة تضييق ممنهجة تستهدف سكان التجمع، في محاولة لفرض واقع جديد يدفعهم إلى التهجير القسري عن أراضيهم. وأضافت المصادر أن مجموعات من المستوطنين هاجمت التجمع البدوي واعتدت على ممتلكات الأهالي.

 

وذكرت محافظة القدس، في بيان لها، أن نحو 15 مستوطناً اقتحموا التجمع وسرقوا كشافات تعمل بالطاقة الشمسية، مشيرة إلى أن هجومًا مماثلًا وقع الليلة السابقة، تخلله رشق مساكن المواطنين بالحجارة. وأوضحت أن تجمع «خلة السدرة» محاط بست بؤر استيطانية تنطلق منها اعتداءات متكررة تهدف إلى الضغط على السكان وإجبارهم على الرحيل، محذّرة من تصاعد هذه الهجمات، ومطالبة بتوفير الحماية العاجلة للمواطنين.

 

وفي السياق ذاته، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، حيث أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن 36 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد من باب المغاربة، وأدّوا طقوسًا تلمودية في باحاته، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.

 

وعلى امتداد الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال، أمس الإثنين، حملة مداهمات واقتحامات واسعة في مناطق متفرقة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق، واقتحام عشرات المنازل، والتنكيل بسكانها من خلال احتجازهم لساعات طويلة وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية تحت الأمطار، إلى جانب تنفيذ حملة اعتقالات واسعة.

 

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس من محوريها الغربي عبر حاجز دير شرف، والشرقي عبر حاجز عورتا، وشرعت بحملة مداهمات واعتقالات في عدد من الأحياء والمناطق داخل المدينة ومحيطها.

 

وفي محافظة رام الله والبيرة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلواد شمال شرق رام الله، واعتقلت ستة شبان عقب مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها، من بينهم الأسيران المحرران مأمون حامد وعبد الله عباس. كما اعتقلت شابًا آخر خلال اقتحام حي أم الشرايط في مدينة البيرة.

 

أما في شمال الضفة الغربية، فقد أصيب فلسطيني واعتقل آخر خلال اقتحامات واعتداءات نفذتها قوات الاحتلال في مدينة ومحافظة طولكرم. وذكرت مصادر محلية أن مركبة عسكرية إسرائيلية صدمت مركبة فلسطينية مدنية قرب جامعة القدس المفتوحة، ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة.

 

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب مفلح مشارقة خلال اقتحام بلدة عنبتا شرقي طولكرم، مشيرة إلى أن الجنود داهموا عدداً من المنازل والمحلات التجارية أثناء الاقتحام.

 

ويُشار إلى أن قوات الاحتلال تواصل عدوانها العسكري على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم 336 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم 313، في ظل استمرار عمليات الهدم والتجريف داخل المخيمين ومحيطهما.

 

وفي جنوب الضفة الغربية، أفادت مصادر فلسطينية باعتقال الشاب عبد سموح خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة الخليل، إضافة إلى اعتقال شاب آخر خلال اقتحام بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم.

 

وفي سياق التضييق المتواصل، نصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا في قرية سوسيا جنوب الخليل، وعرقلت حركة المواطنين في ظل الأجواء الباردة والماطرة. وأكدت مصادر محلية أن الجنود أوقفوا المركبات، وفتشوا المواطنين ومركباتهم، واحتجزوا عددًا منهم، ما أدى إلى تعطيل وصول المعلمين والطلبة إلى مدارسهم.

 

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد سجل شهر تشرين الثاني الماضي 2144 اعتداءً نفذها الاحتلال ومستوطنيه، بينها 1523 اعتداءً نفذها جيش الاحتلال، و621 اعتداءً نفذها المستوطنون، تركزت في محافظات رام الله والبيرة، والخليل، وبيت لحم، ونابلس، في مؤشر واضح على تصاعد وتيرة الاعتداءات في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.