Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2017

ندوة طارق خوري.. استكمال لمحاولات تزييف الوعي الجمعي للاردنيين..

 

 
* اخطأ الجميع بالمشاركة في ندوة تعيد صراع الهويات الى الواجهة، ناهيك عن كون الندوة قامت على افتراض غير حقيقي
* هناك شريحة من النخب الاردنية من المكون الفلسطيني لديها اجندات تتساوق مع المشروع الصهيوني في المنطقة
* تقسيم المجتمع الأردني إلى مكوّنين والقول إن أحدهما يعزف عن المشاركة في الانتخابات بدأه كاتبان في صحيفة الغد
 
 
 الاردن 24 -  كتب المحرر السياسي - رسائل عديدة بعثت بها الندوة التي عقدها النائب طارق خوري بعنوان "عزوف الاردنيين من اصول فلسطينية عن المشاركة في الانتخابات، لماذا؟"، سواء فيما يتعلق بعنوان او موضوع الندوة، أو طبيعة المشاركين وخلفياتهم، وبالتأكيد مجريات تلك الندوة التي احتوت الكثير من المغالطات التي تسيء للمجتمع والدولة الأردنية.
 
حضور رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة ومداخلته ومحاولة انسحابه استحوذ على اهتمام بعض وسائل الاعلام ،متجاهلين الدلالات والغايات السياسية الخطيرة لموضوع الندوة .
 
الرئيس الأسبق عبدالرؤوف الروابدة لم يعترض على موضوعة الندوة واهدافها المشبوهة ، ولم يلوح بالانسحاب لاعتراضه على المضامين المغلوطة التي تناولها المشاركون ، بل اعرب عن ازعجاه ورغبته بالانسحاب احتجاجا على مداخلة أحد الحاضرين والذي استخدم مصطلح "العصابة الحاكمة" في إشارته إلى أصحاب رأس المال المتحالفين مع السلطة..
 
الروابدة تحدث عن الامتيازات التي نالها "الأردنيون من أصل فلسطيني" على مدار العقود الماضية، وكيف أن الدولة لم تُميّز لصالح المكون الاخر ، وأكد - وهذا صحيح - على أن كثيرا منهم "شكّل حكومات" وكان عضوا في حكومات، ولكنه بعث برسالة أخرى إلى أصحاب القرار في الدولة بالقول إنه خرج من "السيستم" نتيجة معارضته قانون الانتخاب، وكأنه يقول إن أي صاحب رأي في الدولة سيكون مصيره العزلة.. والغريب في الأمر أن اقتناع الروابدة بأنه معاقب يأتي بالرغم من كون أبنائه لا زالوا يتولّون مواقع قيادية عليا في الدولة الأردنية، وهذا دليل على أن الروابدة البالغ من العمر 78 عاما وصل مرحلة التقاعد بعدما ظلّ يتقلّد المناصب العليا (منذ أن أصبح وزيرا عام 1976)، ولكن ومع ذلك فان خروجه مرحليا من السلطة لا يعني ابدا ان الدولة قد تخلّت عنه كمخزون استراتيجي لها، وقد يعود لسدة السلطة في قادمات الايام.
 
اخطأ الروابدة -كما اخطأ غيره - بالمشاركة في هذه الندوة التي تعيد صراع الهويات الى الواجهة بعد ان تجاوزنا تماما هذه المشاعر السلبية ،ناهيك عن ان الندوة بالاساس قامت على افتراض غير علمي وغير حقيقي البتة.. المغالطات التي شرع المؤتمرون في بحثها لن تدفع اي طرف قيد انملة لمزيد من المشاركة السياسية لان تشخيص المشكلة جاء قاصرا وغير موضوعي ..
 
القاطنون في المدن الرئيسة الثلاثة (عمان،اربد،والزرقاء ) ،يعد غالبيتهم من الانتلجنسيا الاردنية المثقفة والواعية، ولا يمكن ان يتوجه هؤلاء للصناديق -بغض النظر عن انتماءاتهم- لاعتبارات قبيلة او عشائرية او جهوية كما هو الحال في الاطراف، وهؤلاء يسكنهم هاجس "جدوى المشاركة”، وحجم التغيير الذي يمكن ان يحدثوه في حال شاركوا في العملية الانتخابية ،ونحن على يقين أن لا علاقة لعزوفهم عن المشاركة باصولهم ومنابتهم، فليس من المعقول وبعد اكثر من تسعين عاما من تأسيس الدولة الاردنية وبعد ان انخرط الجميع في عملية البناء والنهضة ، ان نسأل عن اردنية و/او الشعور الوطني للاردنيين من المكون الفلسطيني ! هذا معيب وجارح وينطلي على مغالطات ،وربما سعي لاعادتنا من جديد الى دائرة الانقسام والاصطفاف المقيتة والمفرغة والعبثية …
 
ثم ماذا عن فجوة الثقة بين الناس والسلطات؟ لماذا لم يعتبر هذا عاملا مهما في تراجع مشاركة ابناء المحافظات الاردنية الثلاث؟ الا يوجد هناك من يعتقد في المدن الكبرى ان القوانين الناظمة للعملية الانتخابية غير عصرية، وتتطلب تعديلات جوهرية لضمان نجاح الاكثر كفاءة واهلية؟! وماذا لو لم يجد الناخب مرشّحا يقتنع به وببرنامجه الانتخابي الذي سيمنحه الصوت على أساسه؟! لماذا يجري تجاهل حقيقة ان هناك طبقة برجوازية في هذه المدن غير معنية بالعملية السياسية تاريخيا ، وتعتقد ان المشاركة تضر بمصالحها ومكاسبها؟!
 
كنا نؤكد ، وهنا لا بد من استحضار هذه المسألة، ان هناك شريحة من النخب الاردنية من المكون الفلسطيني لديها اجندات تتساوق مع المشروع الصهيوني في المنطقة ، وهذه الشريحة لها ارتباطاتها الخارجية ،ومعزولة تماما عن مجتمعها ،والا كيف يمكن ان نفسر هذه الفجوة بين استخلاصاتهم لاسباب عدم المشاركة في الانتخابات وواقع الحال ؟!
 
في المدن الكبرى من الطبيعي أن تكون نسبة -وليس عدد- المشاركين فيها أقلّ من غيرها، وهذا عائد إلى طبيعة المقيمين فيها "من المكوّنين الأردني والفلسطيني" واختلاف أولوياتهم؛ بعضهم يفضّل البحث عن رزقه على أي أمر آخر، إضافة إلى وجود قناعة لدى نسبة غير بسيطة بعبثية المشاركة وامكانية التزوير في النتائج والعبث في ارادتهم، إلى جانب انقلاب المرشحين على مبادئهم بعد حصدهم ثقة الناس.الى جانب دور رأس المال الذي بات يلعب دورا حاسما في العملية الانتخابية .
 
الواقع أن تقسيم المجتمع الأردني إلى مكوّنين والقول إن أحدهما يعزف عن المشاركة في الانتخابات قد بدأه كاتبان في صحيفة الغد الاردنية وكلاهما طالما شاركا في الاونة الاخيرة في تزييف الوعي الجمعي للاردنيين يُسهّل المزيد من العبث الهويّاتي، محاولات المغازلة المكشوفة والساذجة التي يمارسانها، مرت دون ان تحدث اي جلبة لضعف او للدقة لتراجع تأثيرهما على الرأي العام الاردني بعد انكشاف اجندتهما ودوافعهما الشخصية جدا.