Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2020

خبراء: “كورونا” تهدد الطفولة المبكرة بآثار اجتماعية ونفسية سلبية

 الغد-نادين النمري

فيما يؤكد خبراء أهمية الاستثمار في التعليم المبكر للأعوام الخمسة الأولى، كونها الأكثر تأثيرا في نمو وتعلم الأطفال، أشاروا إلى الآثار السلبية التي عكستها جائحة كورونا على التطور النفسي والاجتماعي لتلك الفئة العمرية.
وقالوا خلال جلسة حوارية نظمها المجلس الوطني لشؤون الأسرة، أمس، حول أثر جائحة كورونا على الطفولة المبكرة، إن “إجراءات الحظر خلقت حالة من التعلق غير الآمن لدى الأطفال بسبب بقائهم ملاصقين لأمهاتهم وآبائهم، مع الحرمان من اللعب مع أقرانهم، ما أثر على مهارات الاتصال الاجتماعي لديهم وتدني مهارات اللغة وتقليل المرونة والصلابة النفسية وآليات التكيف النفسي والاجتماعي”.
وبين هؤلاء أن “هذه الانعكاسات تتطلب من الأهالي رفع معارفهم في كيفية التعامل مع العوامل النفسية والاجتماعية لدى أطفالهم ورفع دور الأهل في دعم أبنائهم خلال عملية التعلم”.
ممثلة وزارة التربية والتعليم، عالية عربيات، قالت إن “الأعوام الخمسة الأولى من حياة الطفل ذات أهمية خاصة؛ فهي اللبنات الأساسية لنمو الطفل وتعلُّمه وتطوره في المستقبل، ويتطور الدماغ بمعدل سريع خلال الأعوام الأولى، حيث تنمو أكثر من مليون شبكة عصبية كل ثانية، وفي سن الخامسة يتطوّر حوالي 85 ٪ من أفكار ومهارات وشخصية الطفل”.
وبينت، أن “جائحة كورونا كانت بمثابة تحد لوزارة التربية والتعليم التي أطلقت مبادرة التعليم عن بعد، وذلك لضمان استمرارية التعليم، فنقلت مكان التعلم والتعليم من المدرسة إلى البيت باستخدام أدوات متنوعة”.
وبينت عربيات أن للتعلم عن بعد إيجابيات تتعلق بنقل مسؤولية التعلم للطفل والأهل، ونشر ثقافة التعلم الذاتي، وتوفير مرونة أكبر، كما عمل على تعزيز العلاقة بين الطفل والأهل والمعلمة.
وتطرق الخبير النفسي في معهد العناية بصحة الأسرة والطفل، عاطف القاسم، إلى الآثار السلبية للجائحة، والمتمثلة في “خلق حالة من التعلق غير الآمن بسبب بقاء الأطفال ملاصقين لأمهاتهم وآبائهم، إلى جانب ما نشأ لدى الأطفال من قلق ورعب وعزلة، وبالتالي خلق شخصيات اعتمادية تجنبية”.
ولفت إلى أن “حرمان الطفل من اللعب مع الأقران قد رسم بذهن الطفل شكلا مشوها للعلاقات الاجتماعية يتسم بتدني مهارات الاتصال الاجتماعي وتدني مهارات اللغة وتقليل المرونة والصلابة النفسية وآليات التكيف النفسي والاجتماعي”.
وحذر القاسم، من أنه وبسبب العوامل السابقة، “سوف يعاني كثير من الأطفال لاحقا حالة رفض الذهاب للمدرسة التقليدية وربما تزداد لاحقا حالات التسرب المدرسي في مقابل ازدياد التشبث بالبيت”.
وبشأن الأطفال دون سن العامين، قال القاسم، “الآثار النفسية عليهم أكثر إيجابية، حيث كانت فرصه لهم للبقاء مع أمهاتهم لفترات، وذلك يخفف من قلقهم من الانفصال عن الأم”.
أما مؤسسة حملة “لا لتعليق دوام المدارس”، أسيل الجلاد، فقالت، “إن التعليم الصفي الوجاهي هو الأفضل لصحة أبنائنا الجسدية والعقلية والنفسية”، لافتة إلى دراسات عالمية بينت أن استمرار التعلم عن بعد سيدفع بعدد أكبر من الأطفال إلى خارج التعليم.
كما أشارت الجلاد، إلى الآثار السلبية للتعلم عن بعد نتيجة التعرض للشاشات واستخدام الإنترنت لفترات طويلة والتي تقود إلى تعرض الأطفال للعنف الإلكتروني بما فيه التحرش الجنسي.
ولفتت كذلك، إلى إشكالية غياب عنصر التفاعل، ما يؤثر على فاعلية التعليم وأخيرا الأثر السلبي من زيادة الضغط على الأهل ما سيزيد توتر العائلة ككل.
وقالت الجلاد، إن “المدرسة تعد مجتمعا مصغرا تساند العائلة في عملية التربية أولا قبل التعليم وتهيىء الأطفال لمواجهة التحديات والمستقبل وتوفر لهم بيئة سليمة لحمايتهم من أثر البقاء في المنزل لفترات طويلة”، مطالبة بإعطاء الأهل حرية الاختيار لبقاء أطفالهم بالمدارس مع التعهد بالالتزام الكامل بإجراءات السلامة والوقاية.
واستعرضت مديرة إحدى رياض الأطفال، نعمات قنديل، تجربة التعلم عن بعد خلال الحجر المنزلي، لافتة إلى أن الروضة اعتمدت على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم من خلال مجموعات “واتساب وفيسبوك”، وهي الاكثر استخداماً من قبل الأهل، بحيث يتم إرسال فيديوهات تعليمية مسجلة.
واعتبرت أنه “يتطلب العمل بالتعليم عن بعد في الحالات الطارئة السرعة في تقديم الحلول والبدائل والخطط وتصميم البرامج والقراءة المستمره للواقع والمستجدات والتعلم من الأخطاء والتحديات
وعن تحديات التعلم عن بعد، بينت قنديل، أن الإشكالية الأكبر كانت تكمن في الرهاب من التجربة الجديدة من قبل الأهل والخوف من الإخفاق في تقديم دورهم، إلى جانب ضعف في الموارد المادية والمعدات مثل الأجهزة الذكية وخدمات الإنترنت للجميع.
وأضافت، “أما الآن مع عودة الطلبة للمدرس والروضة، فيتم العمل مع التعليم الوجاهي باتخاذ أقصى درجات السلامة العامة للأطفال”.
وفي نهاية الجلسة، أوصى المشاركون بتطوير المحتوى التعليمي والتربوي ليلائم الخصائص النمائية للأطفال والعمل مع الأهل وتدريبهم على تقديم الخبرات للطفل.
كما أوصوا بتدريب وتأهيل المعلمين مقدمي الرعاية لتقديم الخبرات للطفل والتواصل مع الأهل وإيجاد حلول واقعية تراعي واقع الأهل وتخصيص الموارد المالية والبشرية وإيجاد الوسائط لتنفيذ البرامج والتركيز على البعد الاجتماعي/ الانفعالي عند الأطفال، وتطوير العلاقات وتشكيل اتجاهات إيجابية نحو التعلم.