Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Mar-2018

الشباب: الوجه الحضاري للمستقبل - د. محمد القضاة

 الراي -الجامعة طالب وأستاذ وهما طرفان في معادلة واحدة وجود الاول رهن بوجود الثاني، وحين نقرأ واقع الشباب نجد ان صداقاتهم ومصالحهم ومشكلاتهم تتنوع وتتعقد وتصل احياناً الى أبواب مغلقة؛ ولان خبراء التنمية البشرية ينصحون الشباب بالبحث الدائم عن الأشخاص الذين يأخذون بايديهم، وتعالوا معي اولا لنتوقف عند رأي

أحد الخبراء جول اوستن يقول: الأصدقاء اربعة؛ منهم من يرفعك ويسعدك ويشعرك
بالسعادة والسمو والرفعة وهؤلاء هم من يرفعونك. ومنهم من يدفعك ويحفزك
ويتحداك ومن خلاله تتحقق أحلامك. ومنهم من يثقلك ويدفعك للأسفل لانه يمتلك
طاقة سلبية وتشعر معه بعدم الشجاعة وانك اصبحت أسوأ من ذي قبل، ومنهم من
يسحبك إلى قصصه وحياتهم مليئة بالحكايات الحزينة وهم بحاجة لك كي تحل
مشكلاتهم وتحمل اعباءهم هكذا يرى اوستن، ولذلك، على الشباب الواعي ان يختاروا
من يرفعم ويدفعهم كي يشعروا بالإبداع والتنافس والتميز، وفي الجامعة الكثير من
الطلبة المتميزين الذين ينبغي ان نبحث عنهم كي نتعلم منهم.
لنتذكر جميعا لقاء الملك الاخير في الجامعة الاردنية كيف كان ينظر ويستمع ويحاور
بعناية وتأمل واحترام، فهو خير قدوة لكل عمل شبابي، وهو الطريق الواضح الذي
يؤشر لكل الفعاليات والهيئات التي تتعامل مع قطاعات الشباب، وعلى الشباب أن
ينظروا إلى لقاءاته وحواراته وإنسانيته معهم بجدّ واحترام.أقول إن غاية الشاب
ومهمته ان يكتشف ذاته، وان يعرف اين موقعه، وكيف يناقش ويحاور بموضوعية
علمية عالية،ان شبابنا اليوم عدة المستقبل بحاجة إلى توجيه صريح وواضح بعيدا عن
أشكال القهر والمصادرة والحرية غير المسؤولة والخداع والحيل والشعارات ونقصان
التجربة وأساليب المراوغة، لأن مصادر المعرفة وفرص التحديات كثيرة وكبيرة ومفتوحة
على الاتجاهات كافة، وقابليتهم للتعلم سريعة وتتجاوز الحدود والإمكانات، ولذلك فلا
بد من التواصل معهم وسماع آرائهم والاصغاء لطروحاتهم وافكارهم وتفجير
طاقاتهم والنظر اليهم ككل واحد، ودون ذلك لا تعود هذه الفئة إلى الإبداع والإنتاج
والإبتكار، ولا تستوي أوضاع المجتمع وتتبدل حاله، بل سنرى مزيدا من الاستهتار
والجرائم والتحديات والفرص الضائعة التي تؤدي الى فقدان الأمل في إصلاح قطاع
الشباب، والذي يجب ان يكون في مقدمة القطاعات الإجتماعية حتى تعود الحياة الى
أوصال المجتمع وبالتالي يشعر بالامان ويطمئن على مستقبله.
لابد من إعادة خطوط الاتصال بين الاجيال على قاعدة العطاء والبناء والنماء،
والمصلحة الوطنية تقتضي ان نعزز هذا النهج لبناء جيل يعرف وطنه وموقعه ويعرف
دوره ومركزه، جيل يقبل التحدي ومسايرة العصر وإيقاعاته على قاعدة إعمال العقل
والتفكير والبحث عن المفيد والتطلع الى الأمام بعيداً عن رثاء الكبار للشباب، ولعل
نماذج انتقال زمام الحياة الفكرية والعملية في المجتمعات الغربية تكون حاضرة أمام
الجيلين كي يروا كيف تنتقل تلك الزمام بصورة طبيعية، وكيف تتاح الفرص أمام
الأجيال الشابة دون أن يشعر جيل الكبار بالتفوق والامتياز؛ لأن الأمر يتعلق بمستقبل
الأمة، والمستقبل للشباب الذين لا بد أن يشعروا انهم يسيرون إليه بثقة وأمل
واعد.وبعد، أقول لجيل المستقبل إن الوفاء للوطن هو الاستمرار في البناء والعطاء،
ان نكبر مع الأردن ونكبره فينا وندافع عنه ونبذل الغالي والنفيس لأجله، ان نقدمه
للعالم أنموذجاً راقياً في مؤسساته وإنسانه واجهزته وصوره وحضوره وديمقراطيته
وجهده الداخلي والخارجي، علينا ألا نزاود على بعضنا، وأن نخلص النوايا لوطننا كما
نخلص لأنفسنا وأولادنا، كل هذا لا بد أن يقودنا الى مزيد من الحوار مع كل الأطياف
حول قضايا الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي والقضايا المختلفة، ومهما اختلفنا، يبقى
الأردن بلدنا الذي نحب، ندافع عنه في كل المحافل داخلياً وخارجياً، ومن أولى منا تجاه
وطننا الـــذي نرغب أن نبنيه مـــع قيادتنا الهاشمية وندفع بــه الى الأمــام.
mohamadq2002@yahoo.com