Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2019

نساء «داعش» حواضن لبذور إرهاب جديد*عمر عليمات

 الدستور-بينما يتحدث العالم عن هزيمة تنظيم داعش، واعتبار دولته باتت جزءاً من الماضي، فإن نساء داعش لهن رأي آخر. فما يحدث في مخيم الهول شرقي سوريا، يؤكد أن الحرب على التنظيم لن تنتهي بهذه السهولة، وما زالت الطريق طويلة لتخليص منطقتنا من شرور التطرف والإرهاب.

نساء داعش يفرضن هيمنتهن على المخيم، حيث يطبقن قوانين التنظيم ويجبرن السكان على التقيد بها بالقوة والترهيب، إذ تشير العديد من التقارير إلى أن المخيم أصبح نسخة مصغرة من ولايات التنظيم، وأن دخول نساء داعش إليه قد حوله من مكان لحماية الناس وتقديم العون لهم إلى معقل من معاقل التنظيم.
العالم عندما أعلن هزيمة داعش رأى أن نساءه مستضعفات أجبرن على السير في ركاب أزواجهن، إلا أن واقع الأمر في مخيم الهول يقول غير ذلك، فهؤلاء النساء مؤمنات بالتنظيم ويطبقن أفكاره في وضح النهار من دون خوف أو رهبة.
الآلاف من نساء داعش حواضن لقنابل موقوتة لا يُعرف متى ستنفجر في وجه العالم، لتخرج علينا بتنظيم أشد فتكاً وخطورة، ففي الوقت الذي كنا نرى فيه تنظيم القاعدة تنظيماً متطرفاً، تبدّى أنه لم يكن سوى «حَمَل وديع» أمام ما قام به داعش من فظاعات وإرهاب لم يسلم منه أحد. والخطورة لا تكمن في النساء فقط، بل في الأطفال الذين تقوم هذه النساء بتربيتهن، فمن يدري متى يخرج علينا أبوبكر جديد يرى نفسه «الخليفة» أو المهدي المنتظر.
العالم اليوم، وخاصة أوروبا، يتعامل مع قضية نساء وأطفال داعش بنوع من الحجر الصحي، والدول الأوروبية لا تريد أن تتعامل مع أي من أتباع التنظيم ممن يحملون جنسياتها، وتتمنى لو يتم القضاء عليهم في أماكنهم، خوفاً من عودتهم وما سينتج عنها من تأثيرات مباشرة على المجتمعات الأوروبية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل حالة الهروب التي تمارسها العديد من الدول تجاه مواطنيها المتطرفين، هل تتم إبادة هؤلاء النساء والأطفال بشكل جماعي للقضاء عليهم والتخلص من مشاكلهم المستقبلية؟. بالتأكيد، فإن هذا الطرح ليس إنسانياً ولا يمكن لأحد أن يقبله في هذا العصر، وإلا أصبح العالم أكثر تطرفاً من داعش نفسه، لذا فإن ظاهرة مخيم الهول يجب أن تدق ناقوس الخطر وتنبه العالم أجمع، وأن يتم وضع استراتيجيات للتعامل معها، بعيداً عن التعامل العسكري، لأنه يمثل الخيار الأكثر فشلاً، فالحرب قد تنهي عناصر قوة العدو، ولكنها لا تقتلع الأفكار من العقول.
نظريات محاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية مكان تطبيقها الأنسب في هذه المخيمات، فلا يعقل أن يترك هؤلاء النساء والأطفال دون أن يخضعوا لعلاج فكري ونفسي لتخليصهم من مخلفات دولة داعش، ولا بُد من عزل الأطفال عن النساء المتمسكات بأفكار داعش واللاتي يرين أن ما حدث للتنظيم مجرد مرحلة سيعود بعدها إلى سابق عهده.
باختصار، فإن مقولة نابليون «إن المرأة التي تهز السرير بيمينها، تهز العالم بيسارها» لم تأت عبثاً، فالنساء هن مَن يربين الأجيال ويؤثرن في عقولهم، وإذا لم يع العالم أن الداعشيات هن حواضن لبذور الدولة الإرهابية الجديدة، فسنجد أنفسنا في سنوات قليلة مقبلة أمام واقع أشد خطورة من واقعنا اليوم.