Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2017

جامعات الأطراف بالجنوب.. محفزات لم تنجح لاستقطاب الطلبة

 

تيسير النعيمات
عمان-الغد-  لم تنجح محفزات تقدمها جامعات الاطراف في الجنوب، للطلبة بتشجيعهم على الالتحاق بها، ما يدعو لاتخاذ قرارات جريئة من إداراتها، تسهم بجذب الطلبة ومعالجة ظاهرة العزوف هذه، واتخاذ إجراءات تتعلق بنظام القبول.
وتتمثل المحفزات، بتقديم منح كاملة لطلبة الشمال والوسط ممن يدرسون في جامعات: الحسين بن طلال في معان والطفيلة التقنية وفرع العقبة للجامعة الأردنية، فضلا عن تقديم راتب شهري 60 دينارا لهم.
"فشل" هذه المحفزات؛ يستدعي إعلان الطوارئ في تلك الجامعات، ومجلس التعليم العالي، إذ يجب مساندة إجراءات ادارة صندوق دعم الطالب الجامعي، لمعالجة هذه الظاهرة، لما يسببه ذلك من خسائر مالية للجامعات.
مراقبون تساءلوا حول ما "إذا كان الإقبال على التسجيل في هذه الجامعات ضمن البرنامج العادي ضعيفا جدا، فما بالنا في الاقبال على البرنامج الموازي ذي الكلفة الاعلى، والذي يحقق مردودا ماليا جيدا للجامعات، يمكنها من الإيفاء بالتزاماتها من رواتب وتطوير بنى تحتية وابتعاث وغيره؟".
ووفق أرقام الإحصائيات الرسمية لاعداد الطلبة ممن رشحوا للقبول بهذه الجامعات، مقارنة بالأعداد المقرر قبولها (المتوافرة) للعام الدراسي 2017 – 2018، فإن هناك استمرارا في العزوف عن الدراسة فيها.
وبينت إحصاءات وحدة تنسيق القبول الموحد للعام الحالي، ان اعداد الطلبة المقرر قبولهم (المتوافرة) في "عقبة الاردنية" بلغ 862، وهذا الفرع يكبد الجامعة الام، خسائر مالية كبيرة، اذ لا تغطي ايراداته رواتب اعضاء الهيئتين التدريسية والادارية، ويسنزف أكثر من مليون دينار شهريا.
وعلى الرغم من عدم توافر إحصائية عن عدد الطلبة المقبولين في الفرع، لكن المؤشرات تؤكد تدنيه جدا.
ولا يختلف الحال في جامعة الحسين بن طلال، والتي توفر لهذا العام 2758 مقعدا، لكن عدد المرشحين للقبول بها بلغ 1040 طالبا، لتصبح نسبتهم الى المقاعد المتوافرة 37 % فقط.
وأشار رئيس جامعة الحسين الدكتور علي القيسي، إلى ان عدد الطلبة الذين سجلوا فعليا ضمن قوائم القبول الموحد، وصل إلى 810 فقط.
وبين القيسي ان قلة عدد المسجلين في جامعات الاطراف، مرده خلل في نظام القبول نفسه، فهو يقبل في جامعات كالأردنية والعلوم والتكنولوجيا واليرموك والبلقاء التطبيقية والهاشمية، اكثر من العدد المطلوب، بينما يرشح للقبول ضمن قائمة القبول الموحد لجامعات الاطراف، طلبة اقل من طاقتها الاستيعابية.
كما أن هناك اشكالية في المناقلات، إذ انتقل من جامعة الحسين لهذا العام 250 طالبا، بينما انتقل إليها 50 طالبا فقط، ما زاد مشكلة الجامعة.
وردا على استفسار لـ"الغد" عن امكانية ان يشجع تميز الجامعة بتخصصات عن غيرها من الجامعات، وإيجاد بيئة جامعية مناسبة، تسهم بإقدام الطلبة على التسجيل فيها، قال القيسي إن استحداث تخصصات، تنفرد بها الجامعة لا يشكل حلا، اذ انه لا يمكن قبول اكثر من نحو 100 طالب سنويا في التخصص الواحد، وهذا لا يحل المشكلة.
الحال في جامعة الطفيلة التقنية كان أسوأ، إذ بلغ عدد الطلبة المقرر قبولهم 1952، بينما لم يتجاوز عدد المرشحين للقبول 543 طالبا، أي بنسبة 27 % فقط. 
وبهذا الخصوص، يؤكد رئيس الجامعة الدكتور شتيوي العبد الله، ان الجامعة هيأت بيئة مناسبة للطلبة، مشيرا الى ان بيئة الجامعة كانت غير آمنة، بحيث كان يدخلها اشخاص من خارجها، فبنيت حولها اسوار ببوابات، اذ لا يتمكن غير الطلبة من دخولها. 
وأشار الى انشاء مجمع رياضي بكلفة 7 ملايين دينار، وان الجامعة تضم مباني ومكتبة ومشاغل حديثة، بالإضافة للتعليم والتدريب، وتوفر تدريبا مهنيا للطالب في تخصصه.
وبين أن بعض الجامعات الجاذبة في الشمال والوسط، يرسل إليها 3 آلاف طالب، بينما كان يمكن توزيع هذا العدد في نطاق قائمة القبول الموحد على جامعات الجنوب.
وأوضح ان كلية الهندسة التكنولوجية (البولويتكنيك) التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، تضم نحو 10 طلاب، بنما لا تزيد الطاقة الاستيعابية لكلية الهندسة على 7 آلاف، وفي الوقت نفسه، فقد العام الحالي 137 طالبا انتقلوا إليها. 
ولفت العبدالله ان المشكلة لا تكمن في نوعية التخصصات، فجامعة الطفيلة فيها اكبر عدد من التخصصات الهندسية (11 تخصصا)، منها تخصصان تنفرد بهما الجامعة، وهما هندسة المركبات والتعدين، لكن للأسف، فان الطلبة يبحثون عن اي تخصص هندسي في الجامعة الأردنية. 
ودعا لأن يكون طلب القبول لقائمة القبول الموحد للتخصص دون تحديد الجامعة.
وأضاف ان قيمة الأبنية والتجهيزات والمشاغل والمختبرات في الجامعة، لا تقل عن 150 مليون دينار، ولا يمكن إغلاقها بعد هذه الكلفة، وانه لا بد من قرار مركزي لإيجاد حل لأحجام الطلبة عن الالتحاق بجامعات الاطراف.
خبراء في التعليم العالي، أكدوا أن هذه الاحصائيات تظهر بما لا يدع مجالا للشك، وجود أزمة كبيرة فيها، يتطلب حلها اعادة النظر في تخصصاتها وخططها الدراسية، لناحية استحداث تخصصات يحتاجها سوق العمل، ولا تتوافر في بقية الجامعات الوطنية.
وقالوا إن ذلك، يجعل جامعات الاطراف، تتميز بهذه التخصصات، لتصبح جاذبة للطلبة، وبالتزامن مع ذلك التخفيض التدريجي للتخصصات الراكدة والمشبعة، فضلا عن تقديم اجواء ثقافية وترفيهية في اطار البيئة الجامعية، وتوفير سكن مناسب للطالبات والطلبة.