Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2018

المدرسة الحمرا* طلعت شناعة
الدستور - 
أغرب الظنّ أن بداية « لوْثتي» الادبية والصحفية ظهرت في «المدرسة الحمرا» ـ بدون همزة ـ. وهي المَدْرَسة التي اشتهرت في مدينة « الرصيفة» وكانت تابعة لوكالة الغوث او « الوكالة» كما هو «اختصارها» وهي ضمن اعمال «وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين».
فقد تعلمتُ و( تعلمنا) في « الوكالة» على الإلتزام والانضباط (وياويله اللي بيتأخّر ع الدوام او بيقصّر بدروسه).
كان ثَمّة « مؤشّر» اللوح وهي عصا تشبه عصا «البلياردو».وكانت في الأصل تُستخدم للتأشير على ما يكتبه المعلّم على « السبّورة» او « اللّوح».
وكان اي واحد « يغلط»،يقول له المُدرّس: إفهم يا لوح.
فكان في» الصفّ» اكثر من ط لوح»،منها « الأبيض» و» الأسمر» و» الأشقر» و» القمحي» والأسود».. بطبيعة الحال.
ولهذا كان الطالب والطالبة يتخرج « بأحسن حال» تعليمي وإن كان هناك « التيوس» و» اللي ما فارقة معهم» وكانوا يجلسون في « المقاعد الخلفية».
لن أقارن بين طلبة اليوم ولا تعليم اليوم وطلاب «الوكالة»،فالعكس هو الصحيح.
وإذا كان الناس هذه الايام يمتدحون «المدارس الخاصة» ،ضمن «الموضة»،فإن «مدارس الوكالة» ايام زمان،كانت « الأفضل» بكل المعايير والمقاييس و... المواصفات ( عشان ما تزعلوا).
كنا في ( الصف السادس ابتدائي ) نعرف في اللغة العربية أكثر ما يعرفه طلبة الآداب في الجامعات حاليا. كنا نعرف» العروض» و» تقطيع ابيات الشِّعْر» ونحفظ «بحور الشِّعر» ونعرف « المتنبي» و»البُحتري» و» ابو نواس» ونعرف « الإعراب» و» النحو» و» الصرف» وكنا نغني «الموشحات الاندلسية» من «جادك الغيث» الى غزليات الوزير العاشق «ابن زيدون».
وكان معلّم اللغة العربية وبالمناسبة والمصادفة اسمه «طلعت عبهري» يضع فينا آماله وكأننا نستعد للتنافس على «جائزة نوبل» في « الاداب» ونحن في المرحلة « الابتدائية».
وكانت هناك «حصّة تعبير» تتحوّل احيانا الى « غِناء» للقصائد التي كان يختارها استاذنا مثل قصيدة عنترة العبسي( لا وعينيكِ واعظم بالقسم /وفمٍ عن غُرّة الصُبْح ابتسم».
وكذلك قصيدة الشاعر « ابو فراس الحمداني» الشهيرة « أراك عصيّ الدمع» التي غنتّها الست ام كلثوم وغيرها من الموشحات الاندلسية « السلسة والعذبة» بموسيقاها وصورها الشعرية.
وفي المرحلة الإعداية، القيتُ ( أول كلمة صباحية) في المدرسة» الحمرا» وبدأتُها بعبارة «أبنائي الطّلَبة» تقليداً للمدرّس الذي كان يحمل الميكروفون ويخاطبنا « أبنائي الطلبة».فظننتُ ان كل مَن يحمل الميكروفون عليه ان يقول «أبنائي الطلبة».
ثم ،انطلقتُ وتابعتُ رحلتي « الأدبية والصحفية والإعلامية» كوني «بدأتُ مُذيعا» في المرحلة الثانوية.
و.. للحديث بقية
طوّلت عليكم !