Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2018

الإشاعة وخطرها على الأمن المجتمعي - الدكتور عمر علي الخشمان

الراي - لقد أصبحت الإشاعة تسيطر على حيز كبير من مصادر المعلومة والأحداث في تداول الأخبار في ظل سرعة وصول المعلومة وتداولها وما تعانيه مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية في تناقل معلومات غير مؤكدة وعدم التأكد من مصداقيتها، حيث تعتبر الإشاعة من أخطر المظاهر الاجتماعية التي أخذت بالتزايد مؤخراً في مجتمعنا والتي تعزى أسبابها إلى عدة عوامل من بينها غياب الوازع الديني وتراجع قيم الأخلاق والظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وازدياد نسبة البطالة بين الشباب والفراغ والتي من شأنها توفير الوقت الكافي للانشغال بهذه الظاهرة السلبية.

الإشاعة حرب نفسية مدمرة للمجتمعات حيث أن الآثار النفسية لها والترويج لها وتناقل الأخبار الكاذبة وترويج الإشاعات غير الصحيحة من مصادر غير معروفة، ومن أصحاب أجندات خارجية والتي تنتشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي «الفضاء الالكتروني» الذين يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في بلدنا بين الحين والآخر وبعد كل قصة نجاح أردنية أو مواقف مشرفة للأردن وقيادته وشعبه وذلك من خلال نشر الشائعات وتصدير الأزمات، والتي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى أو العبث بالأمن الوطني والاتهام الظالم لبعض رجال الدولة والشخصيات العامة.
قبل فترة نشر جلالة الملك عبداالله الثاني حفظة االله مقالاً بعنوان»منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي» كلام جلالة الملك عظيم المعنى، كبير المحتوى وضع النقاط على الحروف في وقت بات فيه من الضروري العمل بجدية لوقف التناحر والسيل من التهم والكلام الجارف الذي يهدم ولا يبني يوقد نار الفتنة والفرقة، يلحق الضرر بمنظومة القيم والأخلاق والمبادئ السامية في مجتمعنا الأردني.
المقال يحمل في طياته استنهاض لهمم الأردنيين نحو الايجابية في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي والبعد عن السلبية ونبذ مجتمع الكراهية والإشاعات والتشكيك وجلد الذات والتوجه للعمل والإرادة والتطوير والإصلاح لنصل جميعاً إلى الانجاز ودولة الإنتاج.
حيث جاء الإسلام ليؤكد سلامة المجتمعات واستقرارها وعدم نشر الفتن من خلال تزوير الحقائق واتهام الآخرين وحرّم كل ما من شأنه المساس في قدسيته وقيمه أو الاعتداء على حقوق الآخرين قال رسول االله صل االله عليه وسلم «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» الوعي مطلوب منا جميعاً وخاصةً الشباب في هذه الظروف لأن المواطنة الصالحة والانتماء الحقيقي للوطن تقتضي منا جميعاً أن نكون في خندق الوطن والبعد عن الترويج والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس بالأمن الاجتماعي وبث الشائعات وتناقل الأخبار الكاذبة، لأننا جميعاً نقف ونثق بقيادة جلالة الملك والعلاقة التي تربط القائد بشعبه هي علاقة تاريخية راسخة جذورها ممتدة لعمق التاريخ حيث امتلاكهم الشرعيتين التاريخية والدينية في قيادة الأمة والوصايا على المقدسات والقدس.
ونحتاج في هذه المرحلة أن يكون هناك سرعة استجابة من قبل الإعلام الرسمي والخاص لتوضيح أية إشاعة أو إعطاء المواطن الصورة الحقيقية حول أية قضية أو أي إشاعة وذلك للحفاظ على صورة الوطن الأجمل والحفاظ على وحدتنا الوطنية ووضع حد للمتربصين بالوطن.
يا شباب الأردن الغالي، الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، لا تنخدعوا بالشعارات التي تقع هنا وهناك، وكونوا مع الوطن، وكونوا على قدر المسؤولية اتجاه الوطن والوقوف صفاً واحداً ضد محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلدنا الغالي «فمن نام آمناً في سربه فكأنما حاز الدنيا».
وليبقى الأردن بعون االله واحة أمن وأمان بقيادته الهاشمية المفداة وبقواتنا المسلحة الباسلة بأجهزتها المختلفة والأجهزة الأمنية المختلفة الساهرة على أمن الوطن والمواطن.