Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2018

"أنا راحل"، الصيغة الفلسطينية - الون بينكاس

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- محمود عباس، أبو مازن، لا يعرف شمعون يزدي من شاطئ بوغراشوف. سيرة حياتهما، عملهما وخلفيتهما هي بشكل يجعل من المنطقي فقط الافتراض بانهما لم يلتقيا ابدا. خطان متوازيان يقتسمان ذات الشمس والسماء الزرقاء. خسارة، لانه إذا كان ثمة أحد ما يذكرنا أبو مازن بأسلوبه وبتهديداته فهو شمعون يزدي.
يزدي، لمن لا يعرفه، يبيع البوظة منذ 37 سنة على قاطع شاطئ تل أبيب، بين الدولفيناريوم في الجنوب وشمالا حتى شاطئ بوغراشوف. وعلى مدى السنين خلف يزدي بعض المفاهيم الشعرية بالعبرية على شواطئ تل أبيب: بوظة ليمون تمنع الحمل؛ بوظة توت فحماتك لا تموت.
ولكن التعبير الذي يميز يزدي ويشكل اساس التشبيه مع أبو مازن، هو التصريح الذي ينهي هتافات "بوظة، بوظة، شوكو بنانا" خاصته. يزدي يطلق إلى الهواء ما يشبه التهديد أو بيان عن الاستسلام: أنا راحل. هكذا ببساطة. أنا راحل. ولا يرحل. ابو مازن هو شمعون يزدي موسم الاستجمام الفلسطيني. كل بضع سنوات هو "راحل". ولا يرحل.
ملَّ، لعل له بيت في أبو ظبي، لعل له شقة في قطر، ملَّ عرفات، ملَّ شقاقه مع محمد دحلان، لا يريد ان يكلم هاني الحسن، هو راحل. لا توجد مسيرة سياسية، الأميركيون اثاروا اعصابه، رئيس وزراء إسرائيل لا يوافق، هو راحل. السعودية تطرح مطالب، مصر تطلب ايضاحات، هو راحل. حماس تتآمر، ترامب يصرح، هو راحل.
أمس أعلن عمليا أنه لم يعد أساس لاتفاقات اوسلو (رغم ان بقوتها اقيمت السلطة الفلسطينية التي يقف على رأسها كرئيس). فضلا عن ذلك، أعلن، من الآن فصاعدا لن تكون وساطة أميركية أو دور أميركي. كل مسيرة سياسية ستتم في اطار دولي وبوساطة الامم المتحدة. والا، فهو سيرحل. مثلما رحل في 2003، 2011، 2014 ومرة اخرى في 2015، مع بعض "انصاف الرحيل" لأسباب حقيقية تتعلق بالصحة والتعب.
أبو مازن ليس هو الزعيم الضعيف الاول في التاريخ السياسي الفلسطيني. فلو وافقوا فقط على خطة لجنة بيل في 1937، لو وافقوا على خطة التقسيم في 1947، لو نفذوا كما ينبغي اتفاقات اوسلو وقاتلوا الإرهاب في اثناء 1994 – 1995، لو قبلوا العرض الأكثر شمولا منها جميعا، من ايهود باراك في كامب ديفيد في تموز 2000 أو صيغة كلينتون التي نشرت في كانون الأول- كانون الثاني  2000- 2001 ولو أنه قال هو نفسه "نعم" للمحادثات مع اولمرت في 2008. كله "لو فقط".
رغم انه "راحل" أبو مازن جعل الضعف العضال قوة شخصية ووطنية. هو ضعيف وعديم كل شيء. ولكن لديه روافع قوة: بوسعه أن يقوم بعملين ينبغي لإسرائيل أن تخشاهما: حل السلطة الفلسطينية أو التوجه نحو تنازل تصريحي عن دولة فلسطينية والمطالبة بدولة واحدة متساوية الحقوق. إذا لعله مع ذلك من الافضل الا يرحل؟