Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jan-2020

حكمة الملك عبدالله ونزع فتيل الانفجار*د. راكز الزعارير

 الراي

يلعب جلالة الملك عبدالله الثاني دوراً محورياً في ترسيخ السلام وتعايش شعوب منطقة الشرق الأوسط واحترام خصوصية دول ومجتمعات المنطقة، وهو صوت الحكمة المتميز والمسموع في مختلف المحافل العالمية والدولية ولدى عواصم صناعة القرار في العالم، ويشهد له بذلك معظم قادة العالم والمؤسسات الدولية التي تنادى الكثير منها لتكريم جلالته بصفته شخصية عالمية تدعو إلى السلام والتحاور والتعايش الإنساني بما يحقق مستقبلاً أمناً للإنسانية وسلاماً حقيقياً قائماً على الحق والعدل، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. التصعيد الأميركي الإيراني المتوقع والذي بات قاب قوسين أو أدنى بعد مقتل اللواء قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد، وحيث يعتبر سليماني الذراع الأيمن للنظام الإيراني والمنفذ للسياسات التي تنتهجها الثورة الإسلامية الحاكمة في إيران منذ العام ١٩٧٩ والذي تم من خلال هجمات أميركية ذكية في مستوى الحروب الحديثة، أشعلت تلك العملية فتيل الانفجار في المنطقة وضمن سيناريوهات متوقعة متعددة قد تحدث في أي لحظة، وستدفع شعوب المنطقة ثمناً باهضاً وكبيراً جداً في الصدام المرجح. إن عوامل الصدام أكبر بكثير من عوامل التفاهم بكل المقاييس الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية لأن الفجوة كبيرة جداً بين فلسفة وأيدولوجية النظام الثيوقراطي الحاكم في طهران صاحب الطموح الإقليمي اللامحدود في المنطقة بعباءة الدين، وبين مخاوف الغرب والولايات المتحدة والعالم العربي والخليج للمحافظة على سلامة وأمن شعوب ودول وثروات ومقدرات العالم العربي من التهديدات والتدخلات الإيرانية في شؤون دول العالم العربي، وأيضاً حماية المصالح العالمية والغربية بما في ذلك أمن ووجود الدولة العبرية المستهدف بإعلام نظام الملالي في قم وطهران. في ظل هذه التشابكات والاشتباكات المذهبية المسيسة، والاقتصادية التي تتمثل بشريان الاقتصاد العالمي من النفط، وتشاركية الأديان السماوية في الأراضي المقدسة والجغرافيا السياسية والمعابر المائية الدولية، يكمن مدى خطورة وفداحة الثمن بالصدامات العسكرية المرجح تفاقمها بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الوكلاء المحاربين في معظم دول المنطقة باستثناء الأردن. وعليه فإن حياد الأردن الإيجابي ودعوات جلالة الملك عبدالله دائماً إلى الحوار والتفاهم وعدم التدخل بشؤون الدول العربية وخاصة السعودية الشقيقة ودول الخليج، والتركيز على لغة الحوار والسلام لحل خلافات دول الإقليم مع المجتمع الدولي، واحتفاظ الأردن وبتوجيهات الملك بعلاقات متوازنة مع دول الإقليم بما فيها علاقاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك علاقاته الحكيمة مع الولايات المتحد،ودول الغرب والشرق، وصوت الحكمة الملكية الهاشمية، تجعل من دور الأردن بقيادة جلالة الملك صاحب الرؤية والحكمة لنزع فتيل الصدام الوشيك بين إيران وتحالفاتها وأذرعها وبين الولايات المتحدة وشركائها في التحالفات العسكرية والاستراتيجية في المنطقة والعالم. سيبقى الأردن بقيادته الهاشمية المرجعية الموثوقة والحكيمة في مختلف شؤون المنطقة، والوصي الأمين والحريص على المقدسات ومصالح الشعوب العربية واتباع الديانات السماوية الحنيفة، وتجنيب هذه الشعوب ويلات الحروب وخاصة في العراق الشقيق الذي يدفع ثمناً باهضاً من الدمار والكوارث بسبب تلك الصراعات الدولية على أراضيه.