Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2018

خطط تطوير التعليم الجامعي - د.محمد الرصاعي

 الراي - لا شك أن تطوير التعليم الجامعي وتعزيز مساهمة الجامعات في تنمية المجتمع عملية تحتاج رؤية إبداعية واستراتيجيات فاعلة في وقت يحتدم فيه التنافس على إنتاج المعرفة وتطبيقاتها المتعددة، وبالتالي تحول دور الجامعات من مجرد منح الشهادات لغايات الوظائف إلى قيادة عملية التنمية برُمتها في الدولة، حيث تتحول المجتمعات المستهلكة للمعرفة وتطبيقاتها إلى مجتمعات منتجة للمعرفة، وبالتالي تحفيز الاقتصاد والصناعة وقطاعات الإنتاج المتعددة.

الخطوات التي تم تنفيذها أخيراً بهدف تطوير الجامعات وإصلاح التعليم الجامعي محلياً جاءت بنتائج عكسية تماماً سواءً فيما يخص تقييم رؤساء الجامعات وإعفاء بعضهم بطريقة لا تليق بالشخصية الاعتبارية الأكاديمية والاجتماعية لموقع رئيس الجامعة والذي حافظ طوال تاريخ التعليم الجامعي في الأردن على قدر عالٍ من التقدير والاحترام والهيبة التي انتجت طاقة استحضرتها جميع كوادر الجامعات والعاملين فيها للعمل بسوية عالية وتفانٍ كبير، كما كانت طريقة إخراج نتائج عملية تصنيف الجامعات الأردنية سلبية للغاية رغم قناعاتنا بأهمية التصنيف وتعزيز التنافسية.
نتائج التقييم أهداف لرؤساء الجامعات أو للجامعات وكذلك نتائج اختبار الكفاءة الجامعية كانت مؤشراً على عدم الذهاب صوب أهداف إصلاح التعليم الجامعي، فعلى سبيل المثال حاز أحد الأقسام الأكاديمية في اختبار الكفاءة في إحدى الجامعات التي حصلت على مرتبة متأخرة جداً في تصنيف الجامعات على المرتبة الأولى بين الأقسام المماثلة في الجامعات الأردنية، والأمثلة متعددة في هذا السياق.
إجراءات وخطط تطوير التعليم الجامعي لم تلتفت للظروف المالية الخانقة لبعض الجامعات وضغوط المجتمع المحلي، في الوقت الذي لم تستهدف فيه هذه الجامعات بدعم الحكومة من خلال توزيع الطلبة على الجامعات، ووضع تدابير للقبول الموحد توجه عدد كبير من الطلبة لها، وكذلك تخصيص فرص استثمارية تساعد في تخلص هذه الجامعات من مديونيتها الكبيرة، التي تحول دون توفير الدعم الكافي للبحث العلمي وخططالإيفاد وتطوير القدرات، وتسببت بانشغال إدارات الجامعات بالتعامل مع ضغوط الأزمة المالية على حساب التطوير والتحديث.
خطط تطوير الجامعات يجب أن تتم من خلال رؤية شمولية تساهم بها جميع مؤسسات التعليم العالي وبشراكة وتنسيق مع قطاعات الدولة، وأدوار تكاملية لوزارة التعليم العالي وأذرعها المتمثلة بمجلس التعليم العالي، والقبول الموحد، وصندوق دعم البحث العلمي، إلى جانب هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، ومجالس أمناء الجامعات، بحيث ترتكز خطط التطوير إلى مبدأين أساسين هما تحقيق متطلبات الاستقلال المالي والإداري، والتقييم بهدف التطوير وليس بهدف الرقابة والسلطة ومركزية الإدارة.
الجامعات هي بيوت الخبرة وحاضنة علماء الأمة ونخب المجتمع وهي الأقدر على الارتقاء بأدوارها وبناء قدرات كوادرها واستدامة دورها في خدمة المجتمع، بشرط مساندتها ودعم خططها، واستقلال قرارتها الادارية والمالية.
Rsaaie.mohmed@gmail.com