Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2018

حادثة البحر الميت...العدالة تأخذ مجراها - أحمد الحوراني

 الراي - مع أربعينية الشهداء الذين قضوا إثر حادثة البحر الميت في تشرين الأول الماضي وتسلم جلالة الملك عبد االله الثاني ابن الحسين التقرير النهائي الذي أعدته اللجنة المستقلة المكلفة للوقوف على مجريات الحادثة الأليمة، يمكن القول بأن جميع نقاط القضية قد وضعت فوق الحروف في مكانها الصحيح وأن العدالة قد أخذت مجراها لاسيما بعد التوجيهات الملكية السامية لدولة رئيس الوزراء بالعمل على التنفيذ الفوري والمباشر للتوصيات التي تضمنها التقرير الذي تم إعداده من قبل اللجنة التي تحرّت توخي الدقة والموضوعية والمصداقية لئلا تظلم أحداً أياً كان موقعه.

اهتمام جلالة الملك ومتابعته المباشرة والمستمرة للحادثة حملت في مضامينها الكثير من الدلالات والرسائل ولعل في مقدمتها أن قائد الوطن ينظر إلى كل مواطن ومواطنة في هذا البلد بأنه ابنا أو ابنة له وان حماية روحه وممتلكاته تقع في صلب أولويات وأجندات عمله وأن الذي يُكافأ هو الذي يخلص بعمله وأن كل من يثبت تقصيره بالقيام بواجباته ومسؤولياته لابد وأن ينال جزاء فعله وان يدفع ثمن خطئه، فالناس بنظر جلالته» مسؤولون ومواطنون» سواسية والقريب من قلب وعقل الملك هو الذي إذا قام بعمل أتقنه وأتمه على اكمل وجه مهما كان موقعه كبيراً او صغيراً وهذا ما يترجم عمق رؤيته حفظه االله بأن التنمية لم تكن يوماً عملاً فردياً بقدر ما هي فعل جماعي يقوم الأفراد والمؤسسات والمسؤولين على حد سواء ولكل منهم « جزاء الضعف» على حسن عمله».
والمهم الذي نراه في تقرير اللجنة هو ما يجب أن يترتب عليه من إجراءات وقائية في المستقبل للتعامل مع مثل هذه الحوادث التي قد تنجم عن تطورات الظروف الجوية المفاجئة ما يتطلب أقصى درجات التنسيق بين مختلف الأجهزة والمؤسسات ذات العلاقة للحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح البريئة للمواطنين، وجُلّ ذلك لا يكون إلا بالالتزام بالتنفيذ الكامل لتوصيات اللجنة التي تضمنت العديد من المسائل ومن بينها أهمية إعادة النظر في التشريعات الناظمة للرحلات المدرسية لتحديثها وإعادة صياغتها لتصبح أكثر ملاءمة للواقع، ومنها أيضاً ضرورة إقرار تشريعات تنظم سياحة المغامرة، بحيث تتضمن المواقع المقبولة كوجهة لهذه السياحة، واشتراط معايير خاصة في المكاتب السياحية والأدلاء السياحيين في مجال سياحة المغامرة، والعمل مع المحافظين والأجهزة الأمنية لتصنيف مواقع سياحة المغامرة، أضف إلى ذلك ضرورة تفعيل دور المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات من خلال وضع آلية تعاون واضحة مع المجلس الأعلى للدفاع المدني وجميع الجهات المعنية.
عندما يسود القانون ويطبق على الجميع دون استثناء يشعر الجميع بأنهم متساوون بالحقوق والواجبات وأن لا فرق بين هذا وذاك، وتلك مسألة أكد عليها جلالة الملك عبد االله الثاني أكثر من مرة واستحوذت الكثير من مساحات مقالاته وكلماته السامية وهو الذي أكد في إحدى أوراقه النقاشية بأن مسؤولية تطبيق وإنفاذ سيادة القانون تقع على عاتق الدولة ولكن يتحمل كل مواطن مسوؤلية ممارسة وترسيخ هذه السيادة في جميع أشكال تصرفاته في حياته اليومية.
انتهت إذن حادثة البحر الميت وخيّم الحزن على البلاد والعباد، بعد فقداننا لثلة من فلذات اكبادنا الذين استشهدوا وهم في عمر الورد، وضرب أبناء الوطن في شماله وجنوبه وشرقه وغربه أروع الأمثلة على التكاتف والتعاطف والتلاحم في ضرّاء ظروفهم واحوالهم كما في سرّائها وكان كل شهيد من أطفالنا وكأنه ابن لكل أردني وأردنية وفي مقدمتنا جلالة الملك، وفوق هذا كله لم تُطو صفحة الحادثة وبرغبة وإرادة وإصرار ملكي هاشمي فجاء تقرير اللجنة المستقلة التي قامت بما طُلب منها بحيادية تامة، وسينال من طاله الخطأ جزاؤه ليعرف الجميع أننا دولة مؤسسات يحكمها القانون الذي يسعى إلى تحقيق الصالح العام للدولة والمواطن على حد سواء.