Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Aug-2018

في ذكراه العاشرة.. وثائق نادرة عن محمود درويش
الغد- مع حلول الذكرى العاشرة لوفاة محمود درويش، تحتفي مجلة "الأهرام العربي" بالشاعر الفلسطيني من خلال نشر مجموعة من الوثائق والصور النادرة له من بينها أوراق تعيينه في صحيفة الأهرام.
 
وتأتي الوثائق والصور التي تنشر للمرة الأولى ضمن ملف بعدد المجلة الذي يصدر غدا الجمعة بعنوان "محمود درويش.. أنا ابن النيل وهذا الاسم يكفيني" والمأخوذ من قصيدة كتبها الشاعر عن مصر.
 
توفي درويش في 9 آب (أغسطس) 2008 بأحد المستشفيات الأميركية عن عمر ناهز 67 عاما بعد خضوعه لجراحة في القلب.
 
وقال الصحفي والشاعر سيد محمود الذي أعد الملف وأتاح لوكالة رويترز الاطلاع عليه قبل صدور المجلة، إن "الملف يتضمن وثائق تنشر لأول مرة عن أيام درويش في مصر والتي أقام فيها من شباط (فبراير) 1971 وحتى العام 1973 حين غادر إلى بيروت".
 
وأضاف "من بين هذه الوثائق قرار تعيين محمود درويش بصحيفة الأهرام في تشرين الأول (أكتوبر) 1971 بتوجيه من الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي عينه براتب 140 جنيها في الشهر".
 
وتابع قائلا "الملف يشمل أيضا مستندات حول أوراق وتسويات مالية رافقت انتقال درويش من العمل مستشارا بإذاعة صوت العرب بعد أن عينه وزير الإعلام محمد فايق وحتى تعيينه بالأهرام بمركز الدراسات ثم القسم الأدبي ومجلة الطليعة مع الكاتب لطفي الخولي".
 
ويتضمن الملف توثيقا لبعض القصائد والمقالات التي نشرها درويش في مصر ولم تجمع أبدا في أي من مؤلفاته النثرية، وكان قد نشرها في مجلة المصور أيام كان يترأس تحريرها أحمد بهاء الدين.
 
وبجانب الوثائق النادرة والقصائد وتتبع أيامه في القاهرة، يتضمن الملف تحقيقا استقصائيا شارك فيه رفاق للشاعر الراحل من بينهم السياسي الفلسطيني مروان كنفاني ومواطنه الصحفي نبيل درويش المدير السابق لإذاعة مونت كارلو بالقاهرة والكاتبة منى أنيس المحرر العام لدار الشروق.
 
وقال محمود، الذي سبق له إجراء ثلاثة حوارات مع الشاعر الراحل، إنه جمع مادته على مدى سنوات من أكثر من أرشيف بالقاهرة وبيروت، كان أهمها أرشيف دار الهلال وأرشيف إدارة شؤون العاملين بالأهرام.
 
ويعد محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. ويعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وادخال الرمزية فيه. وفي شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. وقد كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية.
 
ولد درويش العام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة العام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها قرية زراعية إسرائيلية ومستوطنة، فعاش مع عائلته في القرية الجديدة.
 
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة بني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل "الاتحاد" و"الجديد" التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
 
وبحسب (وكيبيديا)، اعتقل محمود درويش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية مرارا بدءا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى العام 1971 حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علما أنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
 
شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل التي أسسها. كانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
 
في الفترة الممتدة من 1973 إلى 1982 عاش في بيروت، وعمل رئيسًا لتحرير مجلة شؤون فلسطينية، وأصبح مديرًا لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة الكرمل العام 1981. بحلول 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة، لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين 1975 و1991، فترك بيروت في 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها، ليصبح درويش بعدها "منفيا تائها"، منتقلا من سورية وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس.
 
ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها، ودرويش كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء منهم محمد الفيتوري من السودان ونزار قباني من سورية وفالح الحجية من العراق ورعد بندر من العراق وسليم بركات من سورية وغيرهم من أفذاذ الأدب العربي. وكان له نشاط أدبي واضح على الساحة الأردنية.
 
قسم النقاد مراحل شعر درويش إلى عدة أقسام يجمع بينها علاقة الشاعر بوطنه وبقضيته وبالمنفى وترك الديار وكل ذلك في ظل علاقته بالذات. وقد قسم الناقد محمد فكري الجزار شعر درويش إلى ثلاثة أقسام: المرحلة الأولى وهي مرحلة تواجده في الوطن، التي تشمل بدايات تكوين الشاعر ووعيه بقضية وطنه وتشكيل الانتماء لهذا الوطن في ظل الاحتلال. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الوعي الثوري والتي امتدت إلى العام 1982 حيث الخروج من بيروت، وفيها تم تنظيم مشاعر الشاعر التي كانت قد تكونت لديه في المرحلة الأولى. اما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الوعي الممكن والحلم الإنساني.
 
الناقد حسين حمزة قسم شعر درويش إلى ثلاث مراحل انطلاقا من علاقة الشاعر بنصه الشعري فنيا، وبخارج نصه أيدولوجيا، أي كيف انتقل درويش من ماركسية في المرحلة الأولى إلى قومية عربية في المرحلة الثانية، وإلى الفكر الكوني الانساني في المرحلة الثالثة دون إغفال فلسطينيته.
 
أما من حيث مسيرته الشعرية فيمكن تقسيمها وفق ما جاء عند الناقد حسين حمزة إلى ثلاث مراحل هي الأخرى: فالمرحلة الأولى (190-1970) ويسميها حسين حمزة بمرحلة "الاتصال"، حيث انتمى الشاعر وفق حسين حمزة في هذه المرحلة إلى التيار الرومانسي في الشعر العربي المعاصر وقد احتذى بشعراء أمثال بدر شاكر السياب ونزار قباني. وهنا نلاحظ سيطرة الخطاب المباشر على نصه الشعري مع استخدام الشاعر لتقنيات أسلوبية مثل التناص والقناع وغيرها. أما المرحلة الثانية (1971-1983) وهي مرحلة أطلق عليها حسين حمزة بمرحلة "الانتصال" وهي مرحلة بينية تكمن فيها بعض مميزات المرحلة الأولى، وقد طور الشاعر في هذه المرحلة أسلوبه وتطورت دلالات شعره منفتحة على دلالات أوسع من تلك الحاضرة في البعد الأيدولوجي، كما اكتسبت إحالات الشاعر إلى التاريخ والدين والأسطورة والأدب والحضارة زخما أكبر، حيث أصبح نصه الشعر مليئاً بالإشارات الأسلوبية والتناصية. أما المرحلة الثالثة والأخيرة (1983-2008) فقد أسماها الناقد حسين حمزة بمرحلة "الانفصال"، بمعنى أن الشاعر انفصل تدريجيا وبشكل واعٍ عن خطابه الأيدولوجي المباشر في شعره، وقد يكون الخروج من بيروت العام 1982 سببا في خيبة أمل الشاعر في القومية العربية التي آمن بها وتجلت بالمرحلة الثانية. في هذه المرحلة انفصل الشاعر عن الضمير "نحن" وعاد إلى الضمير "أنا" أي الالتفات إلى الذاتية.