Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Aug-2017

التنمية مسؤوليتك - د. خالد الكلالدة
 
الغد- نسطّر معا غدا يوما ديمقراطيا جديدا بنكهة تنموية، يخطّ فيها الناخب بيده خريطة التنمية في مجلسه البلدي أو المحلي وفي محافظته، من خلال مجالس منتخبة، تحدد أولويات منطقته واحتياجاتها وموازنتها وتقرّها وتراقب تنفيذها، وتقف على أماكن الخلل إن وجدت، من خلال إجراء الانتخابات البلدية، وأخرى نشهدها للمرة الأولى وهي انتخاب مجالس المحافظات؛ كمجالس منبثقة عن قانون اللامركزية حديث التطبيق في الأردن، تهدف إلى تحقيق نهضة تنموية أردنية، تقرّب المسافات بين الميدان ومتخذ القرار، وتتيح تحديد الأولويات لأبناء المحافظة أنفسهم، بدلا من اتباع المركزية البعيدة في كثير من الأحيان عن الواقع، تجربة نعي أنها ستتضح أكثر عند التطبيق وتُميّز أهيمتها عند تشكيل مجالسها.
قدمنا في الهيئة المستقلة للانتخاب ما يمكن لنا أن نقدمه، وأنهينا استعداداتنا وفق الأصول، من خلال خطة عملياتية محكمة، مبنية على جداول زمنية دقيقة، تشمل تجهيز قاعات الاقتراع والفرز، وتشكيل اللجان، وتدريبهم، كما أنهينا كافة اللوجستيات المطلوبة، خصوصا ما يتعلّق بالربط الإلكتروني، والمواد الحساسة وغير الحساسة للعملية الانتخابية وطباعة أوراق الاقتراع.
كما نفذنا، وبحرفية عالية، خطة توعية متكاملة، من خلال جدول زمني محدد، وبأدوات متعددة، سعينا من خلالها إلى توضيح كافة إجراءات العملية الانتخابية منذ لحظة إعلان موعد الاقتراع حتى إعلان النتائج، موضحين للناخب ضمانات النزاهة العملية التي تقدمها الهيئة المستقلة للانتخاب، وأضرار بيع وشراء الأصوات، فاستخدمنا كل ما أمكن، من مواد مطبوعة ومقروءة ومسموعة، ورسائل نصية قصيرة، وتطبيقات هواتف خلوية، كما خاطبنا الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتزمنا بالتفاعل المباشر من خلال ورش العمل، إما بتنظيم من الهيئة ذاتها أو تلبية لمختلف الدعوات التي وصلتنا، بل قدمنا مستجدات مهمة في علم التوعية والتثقيف الانتخابي؛ من خلال حملة "طرق الأبواب" وصلنا فيها الى أغلبية بيوت الأردنيين ومواقعهم، كلّ ضمن خصوصية منطقته البلدية او محافظته، كما قدمنا أطلسا انتخابيا هو الأول من نوعه يشمل كافة المعلومات الانتخابية، واستثمرنا بلغة الفن من خلال مسرحية "الوطن غالي.. وصوتك عالي" والتي شهدت إقبالا منقطع النظير، يضاف إلى هذا كله تنفيذ خطط ظهور إعلامي منسقة برسائل محددة من خلال وسائل الإعلام كافة، المقروءة والمسموعة والمكتوبة.
بالمحصلة، ندخل إلى يوم الاقتراع مرتاحي الضمير، بأننا أنجزنا كل ما هو بحاجة إلى إنجاز قبيل هذا اليوم الديمقراطي، لتبقى الكرة اليوم في مرمى الناخب الأردني، بأن يقبل على مركز الاقتراع، ليدلي بصوته بأمانة، ويختار من يراه مناسبا لتحقيق مطالبه التنموية، آملا منه الالتزام بالتشريعات الناظمة، وبالإجراءات الانتخابية وتعليمات لجان الاقتراع والفرز، سعيا منا جميعا لنجاح هذا الاستحقاق المهم، والأهم اليوم هو تعزيز الثقة بقبول النتائج، والابتعاد عن لغة التشكيك لمن لم يحالفه الحظ، فقد أثبتت العمليات الانتخابية الأخيرة وقرارات المحاكم سلامة إجراءات الهيئة المستقلة للانتخاب، مما يعني أننا نتخطى معا سؤال النزاهة، ونضعه وراءنا لنسير بثقة نحو خيار الاستمرار في الاصلاح الانتخابي، لتصبح الأردن نموذجا تفخر به الأمم.
اليوم، نأمل من الجميع التعاون، مرشحين وناخبين، إعلاما ومؤسسات مجتمع مدني، لنرتقي معا، ونقدّم الصورة الناصعة عن الأردن الذي نحب، "أردن ينتخب..." ويتحاور أبناؤه من خلال صناديق الاقتراع، نتقبل نتائجها، يبارك فيها الجميع لبعضهم البعض، فهذا الأردن الذي نريد..
وفقنا الله جميعا في خدمة الأردن قيادة وشعبا.
*رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب