Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2018

خطة ترمب الشهر المقبل.. فكيف سيتم التعامل معها؟! - فيصل ملكاوي

الراي -  كل التوقعات والمعلومات والمؤشرات تقول ان الرئيس الاميركي دونالد ترمب سيعلن خطته للسلام الشهر المقبل، والتي يبدو انه سيتغير اسمها من (صفقة القرن) الى (الصفقة التاريخية) وبما انه بات في حكم المؤكد ان الرئيس الاميركي لن يغير قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ولن يعدله ايضا وكذلك الحال بالنسبة لنقل السفارة الاميركية بل ان الجديد هو مسارعة الرئيس ونائبه الى تقريب موعد نقل السفارة حتى قبل بناء مقر لها فيما نائب الرئيس الاميركي مايك بينس قال خلال زيارته لاسرائيل انه سيتم نقلها قبل نهاية العام المقبل 2019.

والمشكلة الاكبر ان الرئيس الاميركي لم يعلم اي طرف حتى الان باستثناء على الارجح بنيامين نتانياهو، على تفاصيل او الخطوط العامة لخطته للسلام، بينما ما بات مؤكدا اسقاط القدس من هذه الخطة ومن اجندة المفاوضات ايضا، وهو ماصرح به الرئيس ترمب علانية في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس السويسرية قبل ايام، وقال القدس باتت خارج اطار المفاوضات بمعنى أن القدس اصبحت حسب وجهة النظر الاميركية مدينة اسرائيلية غير قابلة للتفاوض او البحث، وهو اجراء احادي الجانب رغم المعارضة والرفض العربي والاسلامي والدولي ورغم تعارض ذلك التام مع كافة مرجعيات واتفاقيات السلام.
 
لم يعد احد باستثناء اسرائيل يتوقع اي عناصر ايجابية يمكن ان تخرج بها خطة الرئيس ترمب (للسلام )، لانه في الحقيقة باسقطاط مدينة القدس من المفاوضات والاعتراف بها للطرف المحتل، انما هو انهاء لجهود السلام السابقة واللاحقة، وبهذه الحالة ما الذي يمكن ان يتم التفاوض عليه؟! واي مرجعيات يمكن الاستناد لها اذا ما كان الرئيس الاميركي نسف كل هذه المرجعيات وتجاوز كل ما سارت عليه السياسة الاميركية خلال العقود السبعة الماضية من اسس وقواعد تتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي خاصة مبدأ حل الدولتين الذي انهار ايضا ولم يعد بالامكان المضي به لان الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لطرف واحد وهو المحتل ينهي الاساس الجوهري لحل الدولتين ويلقي به ايضا خارج الاجندة.
 
منطقي ان لا تشعر دول المنطقة والعالم بالحدود الدنيا من التفاؤل، مما سيعلن عنه الرئيس الاميركي بخصوص ما يصر انه خطة لاحياء السلام؟! بل وان التوقعات بان الاسوأ سيكون هو الجديد الذي ستتضمنه، لانه حتى الاجواء في الولايات المتحدة الاميركية والتسريبات التي تصدر عن (مطبخ السلام الاميركي) تشير الى ان نتانياهو انتقل ليس فقط من مرحلة النشوة فيما يصدر عن البيت الابيض او ان الامور تجري بالوجهة التي يريدها ابتداء من القرارات بشأن القدس بل انه بات يشارك في كتابة كل الخطوات اللاحقة بما فيها خطة السلام وعلى انها ستكون نسخة طبق الاصل عن تفكير نتانياهو واليمين الاسرائيلي الذي يلقى التاييد الكامل من الرئيس ترمب وخريطة الثلاثي (كوشنر صهرة وكبير مستشاريه وغرينبلات مبعوثه للمنطقة وفريدمان سفيره الى اسرائيل) اذ بدا لكل من تعامل معهم انهم يجهلون تفاصيل وتاريخ واسس الصراع وانه بعد عام من عملهم عندما باتوا يتلمسون طريقهم في هذا السياق فانهم يكرسون ذلك لمزيد من الانحياز لاسرائيل.
 
فالدول العربية والاسلامية، في ظل هذا المشهد الذي يزداد صعوبة، بات عليهم ان يواصلوا مهمة المضي قدما في العمل مع المجتمع الدولي، المؤيد لوجهة نظرهم وموقفهم، للاصرار على مرجيعات السلام وتصليب الموقف الدولي المساند، والعمل بكل اصرار على منع نقل اي دولة سفارتها للقدس، بل والاهم العمل على اقناع المزيد من دول العالم بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، في موازاة أهمية الموقف العربي الموحد في رفض كافة القرارات الاحادية بشأن القدس وابقاء التركيز على ان جذر المشكلة هي الاحتلال وان الحل هو بزوال هذا الاحتلال وليس غير.