Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2017

دور المدونة العالمية لأخلاق السياحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة - د. سوزي حاتوغ- بوران
 
الراي - في إنجاز مهم لمنظمة السياحة العالمية واللجنة العالمية لأخلاق السياحة، وافقت الدول الأعضاء في اجتماعات أعمال الدورة الثانية والعشرين للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية الذي عقد في شينغدو عاصمة ولاية سيشوان-الصين 11- 16 أيلول ،2017 على وثيقة مشروع تقدمت به اللجنة العالمية لأخلاق السياحة، وذلك لتحويل الإطار الحالي للمدونة العالمية لأخلاق السياحة إلى إتفاقية ملزمة للدول الأعضاء، وبحيث تلتزم حكومات هذه الدول بتطبيق المدونة العالمية بشكل مؤسسي ومراقبة دمج مبادئها في السياسات وخطط التنمية الوطنية للقطاع السياحي.
 
وترى اللجنة العالمية لأخلاق السياحة وهي لجنة محايدة منبثقة عن الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية أن لهذا القرار أبعاداً عميقة تتضمن أولاً: تفعيل دور تنمية السياحة المستدامة في تحقيق الأهداف التنموية على الصعيد العالمي، و ثانياً: زيادة الانتاجية وتعزيز تنافسية الخدمات للقطاع السياحي في الدول التي تلتزم بالاتفاقية ، وثالثًاً: تغيير اتجاهات أصحاب القرار نحو السياحة والارتقاء بالمكانة السياسية للقطاع السياحي على مستوى الدول.
 
والمدونة العالمية لأخلاق السياحة وثيقة أقرتها الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في العام 1999 كإطار مرجعي يوجّه الجهات المعنية في تنمية السياحة نحو العمل في إطار مستدام عند وضع سياساتهم و خططهم التنموية على الصعيد المحلي، بالإضافة إلى الإلتزام بالمسؤولية الأخلاقية نحو الإنسان والمجتمع و البيئة.
 
وكانت بنيت مبادئ المدونة العالمية للسياحة استناداً إلى الحق العالمي للجميع في التنقل ومزاولة السياحة والانتفاع منها بما فيها الفئات الإجتماعية الضعيفة كالأشخاص من ذوي الإعاقات، وذوي الحاجات الخاصة، و الأطفال، و الأيتام، وكبار السن و الأقليات العرقية و السكان الأصليين. وقد أقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 2001 كأداة تستخدمها الدول لتحقيق الاستدامة في تنمية السياحة ، والحفاظ على المصادر الطبيعية، و احترام الحريات الأساسية للأفراد بعدالة ومساواة دون تمييز من حيث العرق، والجنس، واللغة، أوالدين.
 
وقد أصبح مفهوم وتطبيقات السياحة المستدامة يحظى باهتمام الدول العظمى، فقد أعلنتها الأمم المتحدة في العام 2015 وسيلة مهمة لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة حتى العام 2030؛ و قد عزت ذلك لارتباطها بالإنسان و قدرتها على قيادة التحولات العالمية والشمولية في إحداث الأثر. وقد أدرجت السياحة المستدامة على وجه الخصوص في ثلاثة أهداف للتنمية الاستدامة هي الأهداف 8 ، 12، و 14 والتي تتعلق بالنمو الاقتصادي الشامل و المستدام، والاستهلاك والإنتاج المستدامين، والاستخدام المستدام للمحيطات والبحار و الموارد البحرية.
 
وركزت أجتماعات الدورة الثانية و العشرين للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية على الإنجازات التي حققتها الدول الأعضاء مثل الصين وروسيا و إيران في تسخير مصادر السياحة لدفع عجلة النمو الاقتصادى المستدام في دولهم بالتركيز على ثلاثة محاور هي: استخدام التكنولوجيا ودعم الابتكارات، التعليم والتدريب، وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في أنشطة السياحة. وفي هذا السياق تعهدت حكومة الصين بتخفض استهلاك الطاقة بنسبة 40% حتى العام2030 من خلال برامج السياحة المستدامة ، كما شهد المشاركون إطلاق الصين لمبادرة «الطريق والحزام» والتي جاءت بهدف تعزيز التعاون التجاري و الاقتصادي و السياحي مع دول أورويا وآسيا في إطار اتفاقية التجارة الدولية.
 
وقد أشار الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية للعلاقة بين احترام أهداف المدونة العالمية لأخلاق السياحة و تحقيق أهداف التنمية المستدامة للعام 2030 منوهاً أن الدول التي حققت التقدم في السياحة على الصعيد العالمي هي نفسها التي وضعت السياحة المستدامة على رأس أولوياتها في أجندة التنمية، مؤكداً بأن « الأخلاق هي محور تنمية السياحة المستدامة «، ودعا الدول الأعضاء في شينغدوا- الصين إلى الإلتزام بوثيقة المدونة العالمية لأخلاق السياحة لتحقيق تنمية السياحة المستدامة في بلدانهم.
 
*عضو اللجنة العالمية لأخلاقيات السياحة العالمية - منظمة السياحة العالمية