Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

رفض السياسة القائمة على الأيدلوجيا.. رسالة الملك للعالم - د.محمد الرصاعي

 الراي - تحذيرات صريحة أطلقها جلالة الملك إزاء مستقبل المنطقة إذا ما تواصلت السياسة التي

توجهها الايدلوجيا هي السائدة وليس السياسة التي تحقق مصالح الشعوب واستقرارها، فقد حذر جلالته في حديثه محطة اميركية على هامش المنتدى العالمي في دافوس من توظيف الدين كأداة من خلال السياسة، الشيء الذي عمق الصراع بين أبناء الدين الواحد وتسبب في الفوضى والاقتتال في المنطقة والإقليم، وفي هذا الصدد أشار الملك بوضوح إلى الدور الذي تمارسه إيران في المنطقة العربية وما ينجم عنه واضح للعيان في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
السياسة التي حذر منها الملك تتسبب في استمرار تعقيد الملف السوري وتعمل على تأخير الحل لتباين الاجندات الخاصة باللاعبين الدوليين على الساحة السورية، والنتيجة لا يوجد رابح بين جميع الأطراف، وكان الأردن من بداية الأزمة السورية ينوه إلى ضرورة الحوار وتعزيز فرص الحل السياسي، والأمر كذلك مسحوب على الأزمة اليمنية.
التدخل الإيراني في الدول التي وصفها الملك بالهلال الإيراني يشكل عقبة كبيرة أمام إنهاء دوامات العنف والفوضى من خلال دعم المليشيات المتصارعة في سوريا والعراق واليمن، وهذا أصبح استراتيجية واضحة للسياسة الخارجية الإيرانية، وعدا تأثيرها الواضح على الاستقرار والسلم في المنطقة والإقليم انعكست هذه السياسة على الداخل الإيراني بتراجع المستوى الاقتصادي للمواطنين وتنامي حالة الغضب من تبعات ممارسات قادة إيران عديمة الجدوى.
المخاوف التي أشار لها الملك في دافوس أن التدخل الإيراني في ملفات عديدة في المنطقة يشكل حالة صدام مع دول عديدة في مقدمتها السعودية والتي تضع خطوطا حمراء أمام هذا المد الإيراني كما وصفها الملك، لذلك كان حديث الملك في منتهى الصراحة والمكاشفة حيال الأسباب الحقيقة لمعظم الأزمات المستعرة في المنطقة العربية وتوجيه اللوم للسياسة الإيرانية التي أوصلت الأمور إلى حدود خارجة عن المعقول والإنساني، فدعم ميليشيات الحوثي في اليمن وإطالة أمد الصراع هناك تسببت في حالة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بالكارثية، وكذلك الأمر في سوريا والعراق.
لقد عبر الملك بقوة وجرأة عن حيثيات ما يجري في العالم العربي انطلاقاً من مبادئ السياسة الأردنية القائمة على الحكمة والعقل والموضوعية، والوقوف دائماً إلى صف أصحاب الحقوق، ورفض الغطرسة والعنف وتأجيج الصراع، وكذلك رفض التدخل في شؤون الغير، لذلك يمثل حديث الملك رسالة للعالم وقادته ومنظمات القرار الدولي يجب وضعها في عين الاعتبار إذا ما رغبت في إحلال السلام والاستقرار.
Rsaaie.mohmed@gmail.com