Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2019

موشیه آرنس مفجر فکرة الدولة الواحدة - الوف بن
ھآرتس
 
الغد- في الخریف قبل الأخیر التقى موشیھ آرنس مع رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو الذي بدأ مسیرتھ السیاسیة كأحد من تعھدھم سیاسیا. آرنس أبلغ ضیفھ بانفعال عن سائق السیارة العمومیة الذي احضره إلى اللقاء والذي قال لھ إنھ ”لدینا أحلى دولة“. نتنیاھو ضمن اقوال السائق في خطاب ”المخللات“ الذي القاه بعد بضعة أیام في افتتاح دورة الكنیست، وطرحھ كمثال على تأیید معظم الجمھور لزعامتھ. آرنس خرج متحمسا أقل من اللقاء مع من كان نائبھ في السفارة في واشنطن وفي وزارة الخارجیة. لقد تولد لدیھ الانطباع بأن نتنیاھو قد مكث وقت أطول من اللازم في منصبھ وھذا الأمر ظاھر علیھ.
آرنس انتقد في السنة الاخیرة سلوك نتنیاھو في قضیة التحقیق معھ وقال إن تلقي الھدایا لم یكن
أمرا مناسبا لشخصیة عامة، ونصحھ بعدم مھاجمة رجال القانون ”رغم الاغراء الموجود في ذلك“.
نتنیاھو الذي وصف وزیر الأمن ووزیر الخارجیة السابق بـ معلمي وصدیقي المحبب، لم یستجب لنصائحھ في شؤون التحقیقات والتواضع. ولكن رغم تحفظھ من سلوك رئیس الحكومة وتقدیره بأن فترة ولایتھ الأطول من اللزوم، قدر آرنس جدا مؤھلات نتنیاھو كدبلوماسي وكخطیب، وحذر من ابعاده بسبب التحقیقات معھ. في مقال بعنوان ”نتنیاھو في بلاد الاقزام“ نشر في آذار الماضي كتب بأنھ اذا اضطر رئیس الحكومة للاستقالة من منصبھ فانھ ”سیكون من الصعب ایجاد بدیل بنفس مستواه“.
الازدواجیة في نظرتھ لنتنیاھو ھي أمر ممیز لآرنس الذي أحب اكثر من أي شيء آخر أن یكون أصیلا ومفاجئا، وكره أن یكون متوقعا ومصنفا على الرفوف. في الجیش قدروه كوزیر أمن مدني، الذي أحسن تحدي الجنرالات وفرض سلطتھ علیھم. كان یستمتع بالحدیث عن الشرح الأول الذي حصل علیھ من قسم الاستخبارات حول سوریة عندما دخل إلى الوزارة في 1983. الضباط عرضوا علیھ كعادتھم معطیات مخیفة بشأن قوة الجیش الذي یقف خلف ”الستار الحدیدي“ في ھضبة الجولان.
آرنس قاطعھم: ”ھل تعرفون ما ھي میزانیة الدفاع في سوریة؟“ ومحدثوه الخجلون اعترفوا بأن لیس لدیھم أي فكرة. لقد ارسلھم لتحضیر واجباتھم البیتیة، وعلموا كم ھي سوریة ضعیفة أكثر من إسرائیل، حتى في الفترة التي كان فیھا الاقتصاد الإسرائیلي یعاني من التضخم الكبیر جدا.
آرنس لم یجلس في الكمائن ولم یشارك في عملیات مثل خصومھ القدامى، اریئیل شارون واسحق رابین. وھو لم یأكل طعام الجنرالات في القیادة العامة ولم یعرف كیف یوجھ الاسئلة الدقیقة جدا للقادة في المیدان، لكنھ كمدیر مدني لجھاز الأمن، فرض على الجیش التغییرات التنظیمیة الأكثر عمقا في تاریخھ: اقامة قیادة الجیوش المیدانیة. الیوم ھي سلاح البر، نضال الدفاع ضد الصواریخ، قیادة الجبھة الداخلیة ولواء الوسائل الخاصة.
الدخول إلى التفاصیل احتفظ بھ لنقاشات تقنیة حول الطائرات والصواریخ التي امتاز فیھا. لقد
قدر بشكل خاص الجنرال احتیاط إسرائیل طال، مخترع دبابة المركفاه، الذي دمج بین المعرفة العسكریة وحبھ للتكنولوجیا والشك بسلاح الجو. بعد حرب الخلیج في 1991 التي ھوجمت إسرائیل بعشرات صواریخ السكود، فكر رجال طال وآرنس في انشاء سلاح صواریخ ھجومیة من اجل أن یشكل ردا على التھدید البالیستي الذي جاء في حینھ من العراق، والآن من حزب الله
وحماس. ولكن آرنس لم ینجح في التغلب على معارضة الجیش الذي فضل الاعتماد على سلاح الجو. أیضا محاولتھ الاخیرة لاحیاء قیادة الصواریخ التي بادر الیھا وزیر الأمن السابق افیغدور لیبرمان حكم علیھا بالحفظ.
بعد اعتزالھ السیاسة النشطة انضم آرنس لصحیفة ”ھآرتس“ كصاحب عمود أسبوعي في صفحة الرأي. لقد كتب مقالاتھ في أیام السبت، دائما باللغة الانجلیزیة، وظھر في أیام الثلاثاء. لقد كانت لھ مواضیع معینة: ضرورة دمج المواطنین العرب في إسرائیل، خیبة أمل من الغاء مشروع طائرة ”لافي“ الإسرائیلیة، الكشف عن دور المقاتلین في تمرد غیتو وارسو، التحذیر من خطر صواریخ حزب الله. في كل ھذه المواضیع أسمع صوت ممیز ومتصلب، لم یناسب صفحات الرسائل لرئیس الحكومة واللیكود. بالتأكید لیس بشأن المواطنین العرب الذین أراد رؤیتھم كإسرائیلیین متساوي الحقوق، لذلك عارض قانون القومیة.
الموقف اللیبرالي لموشیھ آرنس برر في نظره أیضا موقفھ السیاسي، الذي رفض بشكل قاطع تقسیم البلاد بین إسرائیل ودولة فلسطینیة، ارث آرنس السیاسي، اضافة إلى دفع نتنیاھو في السیاسة، ھو أنھ من طرح فكرة الدولة الواحدة بین البحر والنھر. في مقالھ الأكثر أھمیة ”مواطنة إسرائیلیة للفلسطینیین“ في حزیران 2010 دعا ھآرتس إلى فرض سیادة إسرائیل على یھودا والسامرة ومنح المواطنة الإسرائیلیة للسكان الفلسطینیین.
”من یرون في الاحتلال وضع قاس وغیر محتمل سیشعرون بالراحة بالتأكید، حیث أن إسرائیل ستتحرر من عبء الاحتلال. الفلسطینیون سیحصلون على حق التصویت في الانتخابات في إسرائیل، وإسرائیل لن تكف عن كونھا دیمقراطیة ولن تكف عن الوجود رغم أن بنیتھا الدیمقراطیة ستتغیر بشكل كبیر“، كتب آرنس.
وقد طرح سؤال كیف ستواجھ إسرائیل تحدي دمج ”ملیون ونصف مسلم“ (آرنس تبنى بلا شك التقدیر الذي یقلل عدد الفلسطینیین في الضفة الغربیة، الذي یطرحھ دیمغرافیي الیمین). ”خلافا للتوقعات المتشائمة، فإن فرض السیادة الإسرائیلیة على یھودا والسامرة لن یؤدي إلى نھایة دولة إسرائیل، ولا إلى تصفیة الدیمقراطیة فیھا“، كتب. ”ھذا الامر سیضع تحد كبیر أمام المجتمع الإسرائیلي، لذلك ھو جدیر بالفحص“.
النقاش العام حول اقتراح آرنس لم یجر بعد؛ النظام السیاسي أھمل في السنوات الاخیرة النزاع مع الفلسطینیین وتبنى بمعظمھ مقاربة الوضع الراھن لنتنیاھو. لكن بشكل ھادئ جدا انضم إلى معسكر الدولة الواحدة مؤیدون ھادئون كثیرا، وھم یقترحون نقل النقاش السیاسي من الحقل ”السیاسي“ إلى الحقل ”الاجتماعي“.
وبدل الحدیث عن البؤر الاستیطانیة والمستوطنین، وعن الحرم وقضیة اللاجئین، ھم یضعون في مركز النقاش الازدحامات المروریة، الصفوف في الاقسام الداخلیة وجھاز التعلیم الفاشل. لا توجد لھم مصلحة في وضع حدود مع الفلسطینیین، ھذه الفكرة مملة بالنسبة لھم ویبدو أنھ لیس لھا فرصة ولا قیمة. الأغلبیة من بینھم ما زالوا لا یدركون ذلك، لكن كلما تعزز موقفھم فانھم سیتبنون الوصیة السیاسیة للبیتاري الاخیر: المساواة قبل السلام.