Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2019

عنصرية ترامب* محمد سويدان

  الغد-يتناسىى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه هو شخصيا سبب رئيسي للكراهية في الولايات المتحدة وخارجها وخصوصا في منطقتنا العربية، عندما يؤكد في تصريحات صحفية عقب عمليتي اطلاق نار وقعتا في ولايتي تكساس وأوهايو يومي السبت والأحد الماضيين، على أنه ” لا مكان للكراهية في البلاد ويجب وقف العنف المتزايد”.

فترامب ومنذ توليه الرئاسة في أميركا، يطلق التصريحات العنصرية تجاه الأميركيين أصحاب البشرة السوداء، أو من ذوي الأصول المهاجرة العربية أو المكسيكية وغيرها.
ومؤخرا وقبل عمليتي اطلاق الرصاص في ولاية تكساس على الحدود الأميركية المكسيكية، ودايتون في ولاية أوهايو اللتين أدتا لمقتل نحو ثلاثين شخصا، انشغل ترامب بكيل الاتهامات على أساس عنصري لاربع نائبات ديمقراطيات متحدرات من أقليات وهن (الكساندريا أوكاسيو كورتيز أصولها من بورتريكو، والهان عمر من أصول صومالية ورشيدة طليب من أصول فلسطينية،
وأيانا بريسلي من أصول أفريقية) ، وطالبهن بـ “العودة من حيث أتين”. كما كال الاتهامات العنصرية للنائب الديمقراطي إيلايجا كامينغز.
تصريحات واتهامات ترامب العنصرية للنواب الأميركيين، وكذلك سياسته العنصرية التي يفاخر بها، شحنت الأجواء العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية، وبالرغم من أن منفذ اطلاق النار في تكساس، طلب عدم تحميل ترامب مسؤولية هجومه، قائلا انه يكره الأجانب قبل مجيء ترامب للحكم، إلا أن ذلك لن يعفي ترامب من مسؤوليته عن شحن الأجواء العنصرية وخلق أجواء مواتية لمثل هذه الجرائم التي ترتكب على خلفية عنصرية.
عنصرية ترامب لا تظهر داخل بلاده فقط، وانما ممتدة إلى غيرها من بلاد وخصوصا منطقتنا العربية، فترامب ومنذ مجيئه للبيت الأبيض وهو يمارس سياسة منحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ويدعم عدوانه المتواصل على القضية الفلسطينية، ويتخذ الإجراءات لتصفيتها، منها نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة لكيان الاحتلال، والاعتراف بشرعية المستوطنات، وعدم الاعتراف بحل الدولتين، المقر دوليا، والتخطيط لإنهاء القضية عبر ما يسمى بـ”صفقة القرن”.
لقد عزز ترامب بسياسته الحاقدة على الشعب الفلسطيني والمؤيدة لعدوان الاحتلال الكراهية في المنطقة العربية، فهو الداعم الأول لها، ويخلق أجواء تزيد منها، وتفاقمها.
لن يستطيع هذا الرئيس الأميركي، نفي العنصرية عن نفسه باطلاق تصريحات ضد أعمال العنف في الولايات المتحدة، فهو بسياسته العنصرية أحد الأسباب الرئيسية للعنف في بلاده، وهو بسياسته المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي سبب رئيسي لتشجيع العنف والكراهية والحقد في منطقتنا العربية.
المطلوب من دولنا العربية عدم الانجرار وراء سياسة ترامب في منطقتنا، ورفضها وخصوصا “صفقة القرن”، فكما هو واضح، لن تأتي هذه الصفقة بأي خير لفلسطين، ولا للعرب، وانما ستدعم الكيان الإسرائيلي المبني على الحقد والكراهية والعدوان.
كما عزز ترامب العنصرية في بلاده، يعزز العنصرية والكراهية في منطقتنا، ما يوجب التصدي له ولسياسته، وتعريتها على نطاق واسع.