Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2018

محللون: إسرائيل وحزب الله ليسا معنيين بحرب مقبلة

 

برهوم جرايسي
 
الناصرة- الغد- قال عدد من المحللين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أمس، إن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل وحزب الله ليسا معنيين في هذه المرحلة بحرب مباشرة بين الجانبين، وأن التركيز الإسرائيلي الحالي هو على تدمير الأنفاق المزعومة، دون التوغل في الأراضي اللبنانية.
وقال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل  إن "الأحداث تسمح بالقول الآن وبصورة صريحة على الرغم من التعتيم الشديد الذي فرضته الرقابة العسكرية، ان الجيش الاسرائيلي بدأ بعملية واسعة للعثور على وتدمير انفاق هجومية حفرها حزب الله تحت الحدود الى لبنان. وهذه هي الخلفية للعصبية المتزايدة في الجبهة الشمالية في الأسابيع الاخيرة، وللقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذا الأسبوع في بروكسيل، وكذلك للاشارات التي اطلقها نتنياهو قبل نحو اسبوعين عن حالة الطوارئ الامنية التي استدعت حسب قوله بقاء كتلة "البيت اليهودي" في حكومته العرجاء". 
وقال هارئيل، "لقد كان لسفر نتنياهو الى بروكسل كما يبدو عاملان: التنسيق مع الأميركيين حول النشاطات ضد الأنفاق في الشمال، وفي المقابل نقل تحذير شديد آخر للحكومة اللبنانية، أن تجلس بهدوء وتحاول كبح حزب الله من أجل منع التصعيد للوضع على الحدود.
 السؤال الذي يشغل المسؤولين الاسرائيليين الآن، هو كيف سيكون الرد الإيراني، وهل ستبحث  طهران عن طريقة لتدفيع إسرائيل الثمن، ربما على حدود أخرى، بسبب إحباط خططها العملياتية".
من جهته قال الجنرال احتياط عاموس يدلين في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "احدى المعضلات الصعبة والأثقل وزنا، التي تقف أمامها القيادة السياسية والأمنية وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي هي القرار بعملية وقائية في مواجهة تهديد استراتيجي كبير أو الامتناع عن العملية وتحمل نتائجها المستقبلية الجسيمة". 
وحسب يدلين، فإن "الاعتبارات المؤيدة للخروج إلى حملة مبادر اليها ووقائية هي الفهم أن عدم العملية ستسمح للعدو بأن يوجه إلى إسرائيل تهديدا وجوديا أو تهديدا استراتيجيا من الدرجة العليا سيكلفها ضحايا كثيرين وصعوبة في الانتصار في حرب مستقبلية. أما الاعتبارات ضد الحملة المبادر اليها والوقائية فهي خطر التصعيد للحرب، غياب الشرعية والتقدير بانه رغم الامتناع عن اعمال وقائية فورية، في إسرائيل او في وسعها ان تطور جوابا مناسبا للتهديد في المستقبل حتى لو لم يوقف في الحاضر". 
 المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان،  يشير بوضوح الى ان الحرب غير واردة ويقول "نبدأ من السطر الأخير، الحرب ليست على الأبواب. ومع ذلك، فإن البيان المفاجئ والدراماتيكي للناطق بلسان الجيش عن الشروع في حملة "درع الشمال" لتعطيل الأنفاق الهجومية التي حفرها حزب الله وتتسلل إلى إسرائيل، يخلق واقعا جديدا على الحدود الشمالية. فصحيح أنه توجد علامة سؤال حول القرار بتوقيت البدء بحملة كشف الانفاق، العملية التي ستستمر بضعة اسابيع على طول الحدود الشمالية".
 ويشير المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أليكس فيشمان،  إلى أن "إسرائيل وحزب الله لا يريدان مواجهة عسكرية الآن. وبالتالي بدلا من اطلاق النار، يثرثرون. وهذا يسمى حربا على الوعي. فجهد الوعي الإسرائيلي يستهدف التأثير على النظام وعلى الجمهور اللبناني، كي يضغط على حزب الله لتخفيض مستوى الاهتمام العسكري لديه. كما يستهدف تجنيد الشرعية الدولية فيما لو قررت اسرائيل مهاجمة حزب الله في لبنان. ان الكشف العلني لفوهات الانفاق هو ارتفاع درجة في هذه الحرب. 
إن الحملة التي بدأت أمس يمكنها ان تستمر لاسابيع وأشهر، إذ الى جانب تدمير فوهات الانفاق المعروفة داخل اراضي اسرائيل، يستعد الجيش لحملة طويلة من الحفر من رأس الناقورة وحتى المطلة للعثور على الانفاق التي لم تكتشف بعد. فالمخفي الاعظم هو ما سيفعله حزب الله على طول كل هذه الفترة التي ستدمر فيها اسرائيل نفقا إثر نفق. فهل ستكون محاولة لتشويش الاشغال مثلما يجري في حدود غزة؟ واذا كان نعم، فماذا سيكون رد اسرائيل؟ واذا كانت الحدود الشمالية، حتى يوم امس، اقل تفجرا من تلك على القطاع، فابتداء من اليوم نحن نتحدث عن حدودين متفجرتين يمكنهما في كل لحظة ان تشتعلا".
ويرى محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل، إن انشغال حزب الله بـ "الأزمة السياسية اللبنانية"، حول تشكيل الحكومة الجديدة، ستمنعه من خوض حرب.
ويضيف بارئيل إن "هذا الصراع السياسي هو الآن مركز انشغال حزب الله، وهو لا يتوق الى أن يفحص مرة اخرى قوته امام اسرائيل في مواجهة عنيفة. مواجهة كهذه ستجبره على خرق ميزان الردع المريح الذي نجح في ترسيخه منذ حرب لبنان الثانية. وحسب تقدير حزب الله فإن ميزان الردع هذا حافظ حتى الآن بنجاح على الهدوء على الحدود وسمح له بالتعاظم والتمركز في  ليس في جنوب لبنان وحدها إنما في مناطق أخرى".