Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2017

حروب غير نمطية (2-2) - د. محمود عبابنة

الراي -  يتحدث الباحث في الإستراتيجيات العسكرية والحرب «وليم ليندن» في كتابه «جيل الحروب الرابع» (4th handbook warfare Generation) (يطلب من موقع Amazon (بنظرية جديدة للحروب الواجب شنها على الدول المستهدفة أو العدوة ويقول: جيل الحرب الجديد هو حرب غير نمطية يشترك فيها مواطنون من نفس الدول للإطاحة بهياكل الشرعية للدول التي ينتمون إليها، ويتبع فيها تكتيكات حرب العصابات، ويبدو أن نظريته لم تظهر نتيجة تفاعل كيماوي مفاجئ بل جرى حياكتها بناء على دراسات وجهود بحثية عميقة ومبكرة قام بها فريق أو تيار واسع لمفكري أميركا والغرب وخبرائهم

العسكريين ومدخلاتها ثقافة المنطقة وواقعها الجيوديموغرافي تمهيداً لمشاريع الحروب التي تدور
رحاها في أجزاء واسعة من البلاد العربية.
 
في محاضرة للباحث العسكري «ماكس مايورانج» يقول: الحروب القادمة هي حروب القدرات العقلية أو الذكية، ويضرب مثلاً أن إسقاط حائط برلين لم يكن بفعل قذائف الدبابات ويقول: ما نحتاجه هو مجموعة شريرة تمتاز بالقسوة والتعصب، لا تعترف بمفهوم الدولة، وعندها نستطيع أن نخلق دولة فاشلة، وبهذا السياق يؤكد الجنرال «ويسلي كلارك» أحد قادة الجيش الأميركي، أن المخطط قديم لزعزعة الاستقرار في سوريا والعراق وأن الإدارة الأميركية منذ سنوات تهدف إلى قلب الشرق الأوسط رأساً على عقب، أما على الصعيد السياسي فيؤكد «نعوم تشومسكي» ويقول: أميركا هي من صنعت الدولة الإسلامية، كما لا ننسى التبشير بالفوضى الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط الذي أطلقته «كوندليزا رايس» من تل أبيب، وليس آخراً ما صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية «هيلاري كلينتون» عندما قالت في الكونغرس الأميركي: نحن من أسسنا القاعدة وداعش.
 
هذا التنظير الذي تؤكده أقوال المخططين الإستراتيجيين الغربيين وجنرالاتهم وسياسييهم وخرائطهم المنشورة، لا يمكن دحضها أو نفيها على ضوء الأقوال والكتابات المعلنة والمنشورة، وعلى أرض الواقع فالدول المستهدفة حتى الآن هي سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر... الدور والباقي على لبنان، والمجموعات الشريرة التي لا تجمعها لا جنسية ولا عرقية معينة والمدعومة مالياً واستخبارياً هي القاعدة وداعش والنصرة وعشرات التنظيمات التي تدور في فلكها ممن يحملون أيدولوجيات تنضح بالقسوة والكراهية، ولاتعترف بالدولة ولا تجمع بين عناصرها قومية أو جنسية معينة، بل هم خليط يتم تجنيدهم بشكل غير مباشر عن طريق تبني فلسفتهم الأيدولوجية المتمردة على القانون والدولة، ويسهل امتطاء حركاتهم التي لا يسيرها المنطق والسياسة ولا تتفق مع مفهوم الثورة، بل الإيمان بالغيبيات وتحفيزهم جنسياً بالسبي وبالحوريات وتوليف شرعية ذلك عقائدياً، والاعتداد بالنفس والغاية والهدف، ومع طابع الجهود الذكية والحثيثة تعمل هذه الدول على التسلل والسيطرة على الإعلام الفضائي الإلكتروني، ومؤسسات المجتمع المدني لغايات بث الفوضى والشائعات والتشكيك بشرعية الدول وإثارة النعرات الطائفية والعرقية، وهذا هو النموذج للحروب غير النمطية لتقسيم الدول.